السؤال
أنا فتاة عمري تسعة عشر عاما، وكلما أكبر يكبر كرهي لوالدي أكثر من وقت ما نحن أطفال، أنا وأختي ما لقينا منه أي اهتمام، والله ما أتذكر مرة ضربنا أو خاصمنا على غلط بالعكس، كان يعلمنا السرقة والكذب، كان كل اهتمامه لأخي الكبير، لأنه ولد فقط، يدلعه بالفلوس وبالحب الذي حرمنا منه أنا وأختي، لكن الحمد الله الله رزقنا بوالدة تعوضنا عن الأب لكن أكثر شيء يخوفنا أنه أبدا ما نتقبل أي شيء من أبينا وإذا طلب مني طلبا صغيرا أصرخ وأصيح أقسم بالله لا إراديا، وأحيانا لا أنفذها على عكس الوالدة إذا طلبت شيئا منا فنكون مثل الطير نلبي لها وشبه يومي لكن أدعو عليه بالموت، وأن الله يأخذه ولا يبقيه لنا. يقول لي كلاما بذيئا لدرجة أنه يسب في شرفي وأنا والله بنت محافظة أحاول أتذكر شيئا طيبا له فلا أجد، يسرق الفلوس من البيت ويرى الوالدة تبكي منهارة منه ولا يحن قلبه، وندعو عليه ولا يتحرك فيه ساكن، بالعكس يحلف بجميع أنواع الحلفان أنه ما أخذها ونحن رأيناه، يشرب الخمر وفي رمضان أيضا، ويشخذ علينا لولا رحمة ربي بنا أنا وأختي كنا ضعنا، لأنه دائما يقول لعيال عمي الرجال ادخلوا عليهن -عادي- الملك صرح بفك الحجاب، والله إن هذا الشيء يتعب نفسيتي، لما أدعو عليه وأتذكر أني عصيت الله، وأخذت أدعي بعد لأنه هو السبب في هذه الذنوب.
فهل أنا الآن أعتبر عاقة له؟ وكيف أتخلص من هذه المشكلة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن الوالد له مكانته وفضله الذي جعله له الشرع الحكيم، فيجب بره والإحسان إليه، ولو كان كافرا يحاول أن يحمل أولاده على الكفر كما قال تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون{لقمان:15}
فالأمر في هذا واضح.. فما ذكرت من دعائك عليه بالموت ونحو ذلك فلا شك أنه من أشد العقوق، وإساءة الوالد إلى الولد لا تسوغ إساءة ولده إليه على كل حال. فيجب عليكما التوبة إلى الله تعالى واستسماح والدكما فيما بدر منكما تجاهه من إساءة. وانظري الفتوى رقم: 65903.
ولا شك في أنه إن صح ما ذكرت من تفضيل أبيكم لهذا الأخ عليكما بشيء من العطية فإنه مسيء بذلك، لأن الواجب عليه التسوية بين أولاده في ذلك على الراجح من أقوال العلماء.
وهو مسيء أيضا فيما ذكرت من محاولته تعليمكما السرقة وتعويدكما على الكذب وحثه أبناء أخيه على الدخول عليكما فإن هذا منكر عظيم، وأعظم منه ما ذكرت من شربه الخمر في رمضان فهذا إثم عظيم. فالذي نوصي به هو كثرة الدعاء له بالتوبة والهداية ومناصحته بأسلوب فيه رفق ولين وتذكيره بمسئوليته عن أولاده بمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت رواه أحمد وأبو داود.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتويين رقم: 104873، 99959.
والله أعلم.