السؤال
كنت في الماضي قبل خمس سنوات تقريبا أباشر أختي من غير دخول وكان ذلك برضاها وهي موافقة على كل ذلك، وكان لباسها فاضحا حتى في البيت، وكنا نعيش في فسق تام، وبعد ذلك توقفت عن فعل ذلك وتبت إلى الله. أما هي فقد أصابها خوف من أن ينفضح أمرها فبادرت بالكلام أمام أبي واتهمتني أني كنت أنا من يجبرها على فعل هذا من دون رضاها، وبعد هذه الحادثة توقفت عن الكلام معها وأنا الآن لا أكلمها نهائيا لما فعلته معي من اتهام باطل وهي تعلم ذلك، وهي الآن تخرج بلباس ضيق مع الحجاب وتتكلم مع الشباب بصوت مرتفع ولا أستطيع ردعها لأن والدي يسمحون لها بفعل ذلك. أعرف أن ما كنت أفعله ذنب عظيم وقد تبت منه توبة نصوحة، أما عن أختي فلن أسامحها أبدا لما فعلته معي من فضحي واتهامي زورا. فهل يحل لي أن لا أكلمها وأن أزورها فقط في المناسبات ووقت الحاجة، مع العلم أنها لو احتاجتني في أي شيء فسوف أساعدها ولكني لا أطيق البته أن أتكلم معها مع العلم أنها أيضا لا تصلي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزنا من أشنع الجرائم التي تجلب غضب الله، وإذا كان مع المحارم كان أشنع وأشد جرما.
قال الهيتمي: وأعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم. الزواجر عن اقتراف الكبائر.
فإذا كنت قد تبت مما ألممت به مع أختك فالواجب عليك أن تحذر من استدراج الشيطان وتقطع كل طريق للفتنة، وعليك أن تنصح أختك وتخوفها بالله وتبين لها خطر تركها للصلاة فإنها أعظم أمور الدين بعد الإيمان، وتنصح والديك بأن يتقوا الله فيما استرعاهم من رعية، ويأمروا ابنتهم بالحجاب الشرعي ويمنعوها من الخروج بالملابس الضيقة ومخالطة الشباب، ويمكنك الاستعانة في ذلك بإهداء بعض الأشرطة أو الكتب أو التوجيه للمواعظ والدروس بالمساجد أو البرامج التي تبث على القنوات الفضائية.
أما مقاطعتك لأختك فإن كانت لسبب شرعي كأن تخشى من الوقوع معها فيما حرم الله، أو تكون مقاطعتها وسيلة لردعها عن المنكرات، فالمقاطعة جائزة بل تكون واجبة إذا تعينت طريقا لذلك، أما إذا كانت المقاطعة لمجرد الانتقام منها لما قامت به من فضحك، فلا تجوز حينئذ فوق ثلاثة أيام، وانظر الفتوى رقم: 119581.
والله أعلم.