0 301

السؤال

إنني في فترة مضت سألني أصدقاء لي أن أدلهم علي شخص يبيع الخمور، وبعد نصحهم في الابتعاد عن مثل هذه الأشياء والمحاولة معهم لم يرضوا . فحاولت التخلص من إلحاحهم وقلتلهم اذهبوا لهذا الشخص، وللعلم فإنني في نفسي لم أتوقع أن هذا الشخص من الممكن أن يدلهم على مثل هذه الأشياء، ولكن اكتشفت أنهم حصلوا عليها من طريقه فهل أعتبر آثما ؟ وهل ينطبق علي مثل (الدال علي الشيء كفاعله ) حيث إنهم أصبحوا يترددون عليه بصفة أسبوعيه وإنني أخاف أن أتحمل ذنبهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنرى أنك قد قصرت في الإنكار على هؤلاء، فإنهم لم يكونوا ليطمعوا في مساعدتك لهم ويلحوا عليك في ذلك إلا لتهاونك في جدية الإنكار عليهم، فقد كان عليك حيث لم يستجيبوا لنصحك أن تنتقل إلى مراتب الإنكار الأخرى كالتوبيخ والتعنيف بالقول الغليظ الخشن، ما دام قد ظهر منهم مبادئ الإصرار، والاستهانة بالنصح.

واعلم أن الحسبة لها خمس مراتب:

التعريف

والوعظ بالكلام اللطيف.

الثالثة: السب والتعنيف، ولسنا نعني بالسب الفاحشة، بل نقول له: يا جاهل يا أحمق، ألا تخاف من الله تعالى! ونحو ذلك.

والرابعة: المنع بالقهر، ككسر الملاهي وإراقة الخمر.

والخامسة: التخويف والتهديد بالضرب، أو مباشرة الضرب له حتى يمتنع عما هو عليه، فهذه المرتبة تحتاج إلى الإمام دون ما قبلها، لأنه ربما جر إلى فتنة. مختصر منهاج القاصدين. اهـ.

وإذا كنت دللتهم على ذلك الشخص وأنت تعرف أنه لا علاقة له بما يريد أصحابك وإنما أردت التخلص منهم كما تقول، فقدر إن كان هذا الشخص وسيلتهم في مقصدهم المحرم فنرجو أن لا يكون عليك إثم الدال على الإثم، وإن كان فيما فعلت نوع ضعف وتقصير في نهي هؤلاء عما حرم الله، وعلى كل حال فمن تاب تاب الله عليه.

فعليك أن تستغفر الله عز وجل وتتوب إليه من ذلك وتواصل نصحك لهؤلاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة