السؤال
عندما كنت أدرس في الخارج، كان لي بعض الأصدقاء من دول مختلفة، وعندما تخرجنا احتفظ كل واحد منا بصورة صديق له، كذكرى جميلة قضيناها أيام الدراسة، وقد أخبرني أحد أصدقائي المقربين لي أن واحدا من هؤلاء الأصدقاء والدته ساحرة، وهي تستطيع أن تفعل السحر باستخدام الصور، وصورتي الشخصية الآن مع هذا الصديق الذي أمه ساحرة، فهل تستطيع أمه فعلا أن تفعل السحر من بلدها؛ كي تؤذيني، أو تؤذي أحد أصدقائي الآخرين؟ علما أنني شخص متوكل على الله دوما، وأقرأ أذكار الصباح والمساء يوميا، وأحافظ على صلواتي جميعها في المسجد.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس لنا علم بمدى قدرة الساحر على ما يريد فعله بإذن ربه، لكننا نقول للسائل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه أحمد والترمذي.
فاطمئن يا أخي الكريم ولا داعي للقلق، وعليك بالاعتصام بالله جل وعلا ودوام التوكل عليه، فهذا أفضل ما يحصن به الإنسان نفسه من السحر وغيره من الشرور. قال الله تعالى: أليس الله بكاف عبده {الزمر:36}.
وقال سبحانه: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون {التوبة:51}. وقال: واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير {الحج:78}.
ومن ذلك الالتزام بطاعة الله واجتناب معصيته. قال تعالى: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون {يونس: 62-63}.
ومن ذلك أيضا الإكثار من قراءة القرآن وذكر الله، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء وغيرها، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة. رواه مسلم.
وفي الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك من كل شيء. رواه النسائي وأبو داود والترمذي وصححه الألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم - ثلاث مرات- لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح - ثلاث مرات - لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
وعليك بدعاء الله جل وعلا والالتجاء إليه، فهو سبحانه خير حافظا وهو أرحم الراحمين. وانظر لمزيد الفائدة الفتوى: 64122. وراجع بشأن الصور التذكارية الفتوى: 1935.
والله أعلم.