الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محاكاة أفعال السحرة مع عدم تصديقهم

السؤال

في أنمي (ناروتو) و(ون بيس) تشتهر تقنيات سحرية، كأختام اليد، وأنا أعلم أنها باطل وخيال، فهل يجوز أن أفعل مثلهم دون تصديقهم، ولا التشبّه بهم، كتخيّل أني أقطع جبلًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا تجوز محاكاة أفعال السحرة ونحوهم، ولو مع عدم تصديقهم، جاء في كشاف القناع: يحرم التشبّه بشراب الخمر، ويعزّر فاعله، وإن كان المشروب مباحًا في نفسه، فلو اجتمع جماعة، ورتّبوا مجلسًا، وأحضروا آلات الشراب، وأقداحه، وصبّوا فيها السكنجبين، ونصبوا ساقيًا يدور عليهم، ويسقيهم، فيأخذون من الساقي، ويشربون، ويجيء بعضهم بعضًا بكلماتهم المعتادة بينهم، حرم ذلك، وإن كان المشروب مباحًا في نفسه؛ لأن في ذلك تشبّهًا بأهل الفساد. قاله الغزالي في الإحياء في كتاب السماع.

ومعناه قول الرعاية: ومن تشبّه بالشراب في مجلسه، وآنيته، وحاضر من حاضره بمحاضر الشراب، حرم، وعزّر. اهـ.

وأما قولك: (أفعل مثلهم دون تصديقهم، ولا التشّبه بهم): فكيف تفعل مثلهم، دون تشبّه بهم؟! فمجرد محاكاتك لهم، وفعلك لمثل أفعالهم الخاصة بهم؛ يعدّ تشبهًا بهم.

وانظر للفائدة الفتوى: 341824.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني