السؤال
سؤالي هو أنني عندي زميلي قد تزوج لمدة ثلاث سنوات، ولكن زميلي هذا صار له مشكلة مع أهله حيث كشف أهله أن زوجتة سيئة الأخلاق وتأتي بالعار للعائلة، ثم قام إخوان وأخوات زميلي وطلبوا منه أن يطلق زوجته أو يكلمها لترك هذا السلوك الفاحش؛ لأن هذا الأخ يخرج إلى العمل من الساعة السادسة صباح حتى الساعة السادسة مساء وهو لا يعرف ما تفعله زوجته، ثم بعد طلب أهله هذا الطلب قال لهم إنه لن يترك أو يطلق زوجته قبل أن يثبتوا بثلاثة شهود أنها تقوم بعلاقة مع شخص آخر، وأهله أثبتوا له ذلك، ولكن إصرار زميلي على حرصه لأولاده وبناته من هذه الزوجة خشية من ضياع الأولاد، قال لأهله إنه يختار أن يقطع عن صلة الأرحام بدلا أن يطلق زوجته ثم نفذ ما قرره، وسؤالي هنا هل الأهل على حق وهل زميلي على حق، وما حكم كل من هؤلاء، أرجو من سيادتكم أن تعطوني ردا سريعا حيث أريد أن أواجه هذا الأخ وأنصحه؟ وتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم... الحديث رواه البخاري ومسلم. وعليه فإن الرجل راع في أهل بيته وواجب عليه أن يقوم بما يصلحهم في أمور دينهم ودنياهم، وقد قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة... {التحريم:6}، قال العلماء: أدبوهن وعلموهن. وقال القرطبي رحمه الله: فعلى الرجل أن يصلح نفسه بالطاعة، ويصلح أهله إصلاح الراعي للرعية. انتهى.
وما دام هذا الزوج قد ثبت له انحراف زوجته كما أخبره بذلك أهله وأقاموا على ذلك البينة فإن من الواجب عليه أن يكفها عن غيها ويمنعها عن انحرافها وإلا كان ديوثا والعياذ بالله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمترجلة، والديوث. رواه أحمد والنسائي. ومن هنا يظهر أن أهله كانوا على صواب عندما قاموا تجاهه بواجب النصيحة له ولأهل بيته، أما هو فقد ارتكب إثما عظيما بإعراضه عن النصيحة أولا، ثم بإقراره الانحراف في أهله ثانيا، ثم بقطعه لرحمه ثالثا.
والله أعلم.