0 225

السؤال

أنا فتاة في 28 سنة، ولم يرزقني الله بعد بالزوج الصالح، وإني أدعو الله ليل نهار لتحقيق ذلك، ولكن وللأسف لم يتقدم لخطبتي أحد حتى الآن، ولا أدري لماذا. و لهذا لسبب نذرت وقطعت عهدا على نفسي بأن أقدم شيئا لربي إذا رزقني بالزوج الصالح من هنا إلى نهاية سنة 2010 ولكنني في حيرة أي كيف أختارالشيء الذي يليق بمقام الله جل جلاله، وأطلب أن تساعدوني في ذلك على أن تقدم لي أكثر من اختيار.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ينبغي لك المبالغة في القلق بسبب تأخر الزواج، بل عليك أن تتوكلي على الله سبحانه وتثقي في فضله ورزقه سبحانه، وتعلمي أن قضاءه دائما لعبد المؤمن هو الخير وإن ظهر في صورة الشر، وهو العطاء وإن ظهر في صورة الحرمان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن إصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم وغيره.

ومن الأمور ما يكرهه الإنسان ويحزن لحدوثها وهي في الحقيقة محض الخير له، قال الله سبحانه: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون {البقرة:216}

يقول ابن القيم: فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب السوء، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة، لعدم علمه بالعواقب، فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد. انتهى

أما بخصوص النذر فنذرك هذا من قبيل النذر المبهم، والنذر المبهم يخرج الإنسان من عهدته بكفارة يمين، لما روى الترمذي عن عقبه بن عامر قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.

فالحاصل أن الواجب عليك كفارة يمين إذا حصل ما علق عليه النذر، وكفارة اليمين قد سبق ذكرها في الفتوى رقم:459.

مع التنبيه على أن هذا النوع من النذر وهو النذر المعلق مكروه؛ بل قد ذهب بعض العلماء إلى تحريمه كما بيناه في الفتوى رقم: 5526.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة