السؤال
تم دفن والدي بعد مرضه في البقيع وعندما أنزلته في اللحد سألني الدفان هل أفك الكفن عن وجهه فقلت له ما السنة المتبعة لعدم خبرتي فقال لي السنة أن تكشف فقمت بكشفه وبعد قراءتي عن الدفن عرفت بأنه إذا كان محرما يكشف وجهه لقوله صلى الله عليه وسلم إنه يبعث ملبيا، فما حكم ما فعلته بوالدي رحمة الله عليه
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصواب ـ إن شاء الله ـ أن كشف وجه الميت عند الدفن ليس من السنة، بل هو خلاف ظاهرها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 25675.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لا نعلم دليلا يدل على كشف وجه الميت في القبر، بل ظاهر الأدلة الشرعية يدل على أنه لا يكشف؛ ذكرا كان أو أنثى؛ لأن الأصل تغطية الوجه كسائر بدنه، إلا أن يكون الرجل محرما فلا يغطى اهـ.
وعلى ذلك فقد جانب السائل الصواب في ما فعله عند دفن والده، ولكنه معذور بجهله وبإحسانه الظن في الدفان الذي دله على ذلك.
ويشفع له أيضا أن بعض أهل العلم قد وسع في هذا الأمر، قال الشيخ ابن عثيمين في لقاءات الباب المفتوح: كشف وجه الميت إذا وضع في اللحد قد ورد عن بعض السلف، فمن فعله فلا بأس، لكنه يكشف الوجه الذي يلي الأرض ليس كل الوجه، يعني: يجعل خده على الأرض. ومن السلف من لا يكشف، فالأمر في هذا واسع اهـ.
والله أعلم.