السؤال
إخوتي الأفاضل هل من تكون معجبة أو مغرمة بزوج صديقتها، وتفكر به، وتحاول قدر المستطاع تجنب ذلك وتدعو الله أن يبعد عنها ذلك الإعجاب أو التفكير به، فهو إعجاب من طرف واحد، وهو لا يعرف ولا يوجد أحد يعرف، ومع ذلك فهي تتألم لأنها تحس بخيانة صديقتها، فأصبحت تتجنب صديقتها، وعندما تراه لا ترد عليه التحية، وذلك لأنها تريد بجميع الطرق والوسائل الابتعاد عن مشاهدته والتفكير به. سؤالها: هل يعتبر ذلك خيانة مع أنه غصب عن إرادتها؟ وهل تأثم على ذلك وأن الله غاضب عليها؟ وما هو الحل فهي استعملت جميع الوسائل بالدعاء إلى الله وصلاة الحاجة فهي موجوعة جدا دائمة البكاء فضميرها يؤنبها جدا، ولكنها لم تستطيع التغلب على ذلك فهي تعرف أن ذلك إثم كبير فما هو الحل؟
ولكم منا جزيل الشكر والعرفان.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمجرد إعجاب هذه المرأة بزوج صديقتها وتعلقها به بغير إرادتها لا مؤاخذة عليها فيه، فإن الإنسان لا يكلف ما ليس بوسعه، لكن عليها أن تتقي الله وتقف عند حدوده في معاملة الرجال الأجانب وبالأخص هذا الرجل، فلا تتكلم معه لغير حاجة ولا تطلق بصرها إليه، وتسد كل أبواب الفتنة ومداخل الريبة وتشغل نفسها بما ينفع من أمور الدين والدنيا، فإذا فعلت ذلك فليس عليها شيء فيما تكنه نفسها تجاه هذا الرجل، ولا إثم عليها فيه إن شاء الله، ولا يكون ذلك خيانة لصديقتها، لكن ننبه إلى أهمية مدافعة مثل هذه الخواطر، فإن الاسترسال فيها باب إلى الفتنة والفساد، قال ابن القيم: قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال: وهي شيئان أحدهما حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء؛ لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال. اهـ من طريق الهجرتين. (1/274).
وعليها ألا تمل من مداومة الدعاء فإن الله قريب مجيب. وراجعي في علاج العشق الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.