السؤال
أدرس في مكة من دولة أخرى في الجامعة -هندسة -وسؤالي هو: أنني وعدت أكثر من شخص أنني من الممكن أن أعتمر عن أبيه أو عن أمه، لكن إلى الآن لم أعتمر عن أحد منهم ـ وقد تكاسلت عن الدراسة ـ فهل علي ذنب؟ أم يجب علي أن أعتمر عنهم؟. أفيدوني.
أدرس في مكة من دولة أخرى في الجامعة -هندسة -وسؤالي هو: أنني وعدت أكثر من شخص أنني من الممكن أن أعتمر عن أبيه أو عن أمه، لكن إلى الآن لم أعتمر عن أحد منهم ـ وقد تكاسلت عن الدراسة ـ فهل علي ذنب؟ أم يجب علي أن أعتمر عنهم؟. أفيدوني.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالوافاء بالوعد من خصال الخير وخلال البر، ولا يختلف المسلمون في مشروعيته، وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم إخلاف الوعد من خصال المنافقين، وأثنى الله تعالى على إسماعيل ـ عليه السلام ـ بأنه كان صادق الوعد، وفي الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر صهرا له من بني عبد شمس قال: حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي. والأدلة على مشروعية الوفاء بالوعد كثيرة جدا، وإن كان أكثر العلماء على أنه مندوب إليه لا واجب، وأنه لا يأثم من أخلف الوعد وإن فاته الفضل، ورجح كثير من العلماء لزوم الوفاء بالوعد مطلقا، ومنهم من رجح لزوم الوفاء به إذا أدخل الموعود في ورطة، وقد أجاد العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في ذكر الأقوال في المسألة وعرض الأدلة ورجح القول بلزوم الوفاء بالوعد، فقال في خاتمة بحثه هذا ما عبارته: فإذا علمت أقوال أهل العلم في هذه المسألة وما استدل به كل فريق منهم، فاعلم أن الذي يظهر لي في هذه المسألة ـ والله تعالى أعلم: أن إخلاف الوعد لا يجوز، لكونه من علامات المنافقين، ولأن الله يقول: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. وظاهر عمومه يشمل إخلاف الوعد، ولكن الواعد إذا امتنع من إنجاز الوعد لا يحكم عليه به ولا يلزم به جبرا بل يؤمر به ولا يجبر عليه، لأن أكثر علماء الأمة على أنه لا يجبر على الوفاء به، لأنه وعد بمعروف محض. والعلم عند الله تعالى. انتهى.
والله أعلم.