السؤال
تقطن في حينا عجوز ليس لها ـ لا أولاد ولا أهل ـ وحالتها مزرية جدا، حيث لا أحد يرعاها، ومن أجل ذلك نصحنا مسيروا دار المسنين بتوجيهها إليهم حتى تتم رعايتها، وذلك بكتابة رسالة رسمية إلى الجهات المعنية حتى يتم نقلها إلى هناك، مع العلم أن هذه العجوز ترفض الفكرة، فماذا عسانا نفعل؟.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أنه لا ينبغي اللجوء إلى وضع المسنين في دور العجزة إلا عند الضرورة، لما قد يترتب على نفسيات المحولين إليها من الإحباط .
ولذلك، فإن عليكم أن تبحثوا عن أقارب هذه العجوز ـ في أي مكان وبأي وسيلة تستطيعونها ـ حتى يقوموا برعايتها، وإذا لم تجدوا قريبا لها ولم تجدوا من يتبرع برعايتها في المكان الذي تفضل الإقامة فيه وخشيتم عليها الضياع، فلا شك أن الأفضل في حقها حينئذ هو الانتقال إلى دار المسنين، لما في ذلك من حفظها ورعايتها وتوفير ما تحتاج إليه، فعليكم أن تفعلوا ما يتطلبه ذلك من إجراءات حفاظا على كرامتها وإنقاذا لنفس بشرية من الضياع، ولو لم تكن هي راغبة في ذلك، وفي هذه الحالة تكونون من المحسنين المشكورين المأجورين ـ إن شاء الله تعالى ـ فقد قال الله تعالى: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. { المائدة: 32 }.
والله أعلم.