الترغيب في مقابلة القطيعة بالصلة

0 216

السؤال

لي شقيق يكبرني بخمسة أعوام أخطأ في حقي خطأ كبيرا ولم أواجهه به، ولكنه عرف واحس بذلك ورغم هذا لم يعتذر عن خطئه.. قاطعته فترة غير يسيرة. ولكني بعد ذلك أرسلت له رسالة على هاتفه الجوال أخبره فيها أني سامحته وعفوت لوجه الله تعالى ولكنه لم يقر بخطئه ولم يعترف به بل أصر على مقاطعتي. فهل يقع الإثم علي أم عليه هو؟ أفيدونا أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت عند ما بدأت بكسر المقاطعة بينك وبين أخيك بإرسال رسالة تعفو عنه فيها و تسامحه على ما جرى منه، وعليك أن تواصله وتدفعه بالتي هي أحسن. فقد قال الله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. {فصلت:34}.

 وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. والمل والملة: الرماد الحار.

وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.

فهذه نصوص الوحي من القرآن والحديث ترغب في مقابلة الإساءة بالإحسان والقطيعة بالصلة، وتبين فضل من يقوم بذلك على غيره.

ولذلك فإن عليك أن تواصل أخاك وتعلم أن الأخ الكبير يستحق الاحترام والتقدير ممن هو أصغر منه.

وعلى أخيك أيضا أن يعلم أنه لا يجوز له مقاطعتك وخاصة أن الخطأ كان من قبله فعليه أن يعتذر ويبدأ بالصلة بدل القطيعة. ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين: 4417، 13685 .

 والله أعلم.  

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة