السؤال
أنا زوجة لموظف وهو أخ لاثنين غيره أخ موظف والآخر غير موظف، نعيش في بيت عائلة مكون من 3شقق كل واحد في شقة. حماتي وحماي يميزون ابنهم الصغير بعمل أحسن شقة له سوبر أوكس عن إخوتة مع العلم أن إخوته ساهموا في بناء وتأسيس شققهم وهو لم يساهم، وأكل وشرب وتربية عيال وأحيانا علاج حتى النور والمياه هم من يدفعه بحجة أنه ليس موظفا والباقي موظفون، مع أنه يغيب من العمل كثيرا لأنة غير متحمل المسؤولية وغيره قائم بها، والباقي دخله محدود يحتاج لمن يساعده أيضا، بالإضافة لزوجته التي تنام للظهر وحماتي تتحمل عنها العيال لغاية إلى أن تستيقظ وتأتي بحاجاتها من السوق وهى نائمة. ولما تصحو تجد الإفطار جاهزا وتقوم تعمل الغذاء ويأكلوا ثم يطلعوا وهكذا، ونحن باقي الزوجات نقوم بدورنا كاملا بدون مساعدة من أي باب، والإخوة الموظفون أحيانا يجدون عملا آخر وأحيانا لا ومع ذلك الأب والأم غير شاعرين إطلاقا بالتميز لدرجة أننا نفكر بنترك البيت لهم عشان يبقوا براحتهم اكثر.
السؤال: هل الأب والأم مذنبان في التفرقة بين الإخوة؟ وماذا نفعل معهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أوجب الإسلام على الآباء العدل بين الأولاد في العطايا والهبات وغيرها على الراجح من كلام أهل العلم. وكما دلت عليه النصوص الصحيحة الصريحة على ما بيناه مفصلا في الفتاوى: 19505، 5348، 6242.
وعليه؛ فإن ما يفعله هذان الأبوان من تفضيل ابنهما الصغيرعلى سائر إخوته في العطايا والنفقات وسائر المعاملات غير جائز وهو من الجور الذي لم يرض به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لبشير: يا بشير لك ولد سوى هذا؟ قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تشهدني إذن إني لا أشهد على جور. والحديث ثابت في الصحيحين.
ويمكن لباقي الأبناء أن ينصحوا لوالديهم بأسلوب لين رفيق أن الشرع أمر بالعدل بين الأولاد وأنهم بحاجة إلى النفقات والعطايا مثل أخيهم الأصغر، لكنا ننبه هنا على أمر هام وهو أن تقصير الآباء في حق أبنائهم لا يسوغ للأبناء مقابلة هذا بالمثل لأن بر الوالدين وإكرامهما واجب في كل الأحوال، والزوجة العاقلة هي التي تحض زوجها على بر أبويه وتنصحه بالتغاضي عن هفواتهما، وتكتم عنه كل ما من شأنه أن يحمله على عقوقهما، فإن فعلت هذا أرضت ربها ورزقت بر ابنتها بها بإذن الله.
والله أعلم.