السؤال
كيف يميز الإنسان العادي بين معجزات الأنبياء وخوارق السحرة من حيث الجوانب التالية؟.
معجزة إبراهيم عليه السلام هي: النجاة من النار، ومع ذلك نري بعض السحرة يدخلون النار ولا تؤثر فيهم. وكذلك مسيلمة الكذاب، كان معه من الشياطين من يخبره بالمغيبات، ويعينه على بعض الأمور.
وكان للأسود العنسي الذي ادعى النبوة من الشياطين من يخبره ببعض الأمور الغائبة.
فلما قاتله المسلمون كانوا يخافون أن تخبره الشياطين بما يقولون فيه، والله يقول: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله.
ومثلهم الكثير مثل: الحارث الدمشقي الذي خرج بالشام زمن عبد الملك بن مروان، وادعى النبوة، وكانت الشياطين تخرج رجله من القيد وتمنع السلاح أن ينفذ فيه، مع أن هذه معجزة داود عليه السلام: وألنا له الحديد.
وكان يري الناس بجبل قاسيون رجالا ركبانا على خيل في الهواء، ويقول: هي الملائكة، ولما أمسكه المساك ليقتلوه، طعنه الطاعن بالرمح، فلم ينفذ فيه.
فكيف يميز من ليست له علاقة بالسحر أهي معجزة أم لا؟.
وكذلك كانت من خوارقه أنه تسبح الرخامة في يده، وهذه من معجزة النبي صلي الله عليه وسلم وداودعليه السلام.
أرجو الإتيان بأمثلة من الحياة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا جواب ذلك، فراجع فيه الفتوى رقم: 134749.
ولمزيد من الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 134578.
ثم ننبه على أن ما ذكره السائل من حال مسيلمة الكذاب والحارث الدمشقي، إنما هو مأخوذ بلفظه من رسالة شيخ الإسلام: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ـ ولا ندري لماذا لم يكمل السائل العبارة؟ فإن بقيتها هكذا: طعنه الطاعن بالرمح فلم ينفذ فيه، فقال له عبد الملك: إنك لم تسم الله، فسمى الله فطعنه فقتله وهكذا أهل الأحوال الشيطانية تنصرف عنهم شياطينهم إذا ذكر عندهم ما يطردها مثل آية الكرسي، ولهذا إذا قرأها الإنسان عند الأحوال الشيطانية بصدق أبطلتها، مثل من يدخل النار بحال شيطاني، أو يحضر سماع المكاء والتصدية فتنزل عليه الشياطين وتتكلم على لسانه كلاما لا يعلم.
انتهى.
فبمثل هذه العبارة ينحل الإشكال، وعلى أية حال فننصح السائل بقراءة هذه الرسالة الهامة في موضوعها كاملة، وإذا أراد التوسع فعليه بكتاب: النبوات ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية أيضا، فإنه كتاب فذ وهو من أعظم المؤلفات وأقواها في مبحث النبوة، وقد ألفه شيخ الإسلام لإبراز معتقد أهل السنة والجماعة في الفرق بين النبي والمتنبئ، ومعرفة طرق إثبات النبوة، والتفريق بين أنواع الخوارق، وكذلك للرد على المخالفين في النبوات من المتكلمين والفلاسفة، كما أشرنا إليه في الفتوى المحال عليها سابقا.
والله أعلم.