السؤال
هل دفن الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه في مقبرة يهودية ولماذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعثمان رضي الله عنه هو الخليفة الراشد ذو النورين الذي تستحي منه الملائكة، وهو صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ائتمنه على بنتين من بناته صلوات الله عليه، فكان نعم الزوج والصاحب والخليفة، ولقد كان مقتله بلية حلت بأهل الإسلام، ورزية فزع لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام الذهبي رحمه الله: (وبلغ عليا وطلحة الزبير الخبر، فخرجوا وقد ذهبت عقولهم، ودخلوا فرأوه مذبوحا، وقال علي: كيف قتل وأنتم على الباب؟!! ولطم الحسن، وضرب صدر الحسين، وشتم ابن الزبير، وابن طلحة، وخرج غضبان إلى منزله) سير أعلام النبلاء سيرة الخلفاء الراشدين: ص: 209
وما منع هؤلاء الشجعان الأقوياء من الدفاع عن إمامهم إلا أمره لهم، رضي الله عنهم بعدم القتال، وقد رأى رضي الله عنه في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة" فنشر المصحف بين يديه، ومات صائما فهنيئا له.
قال ابن كثير رحمه الله في البداية النهاية: (وأما موضع قبره فلا خلاف في أنه دفن بحش كوكب شرقي البقيع) وقال: (ثم كان دفنه ما بين المغرب والعشاء خيفة من الخوارج، وقيل بل استؤذن في ذلك بعض رؤسائهم، فخرجوا به في نفر قليل من الصحابة، وذكر منهم طلحة والزبير وعلي. وقال أيضا: (وقد عارضه بعض الخوارج وأرادوا رجمه، وإلقاءه عن سريره، عزموا على أن يدفن بمقبرة اليهود بدير سلع، حتى بعث علي رضي الله عنه إليهم من نهاهم عن ذلك) فانظر إلى الخذلان الذي حل بهؤلاء الخوارج المارقين، وهم يريدون دفن ذي النورين في مقابر اليهود، وصدق الله: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا* الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)[الكهف: 103-104] فرضي الله عن الخليفة الراشد عثمان بن عفان وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وجمعنا الله بهم في جنات النعيم.
والله أعلم.