السؤال
سامحوني في التفصيل في القصة، أنا كنت في عائلة غير متدينة يعنى اختلاط مسلسلات إلخ، ولكن وبفضل الله عرفت طريقي إلى الله، وأمي وأبي كانوا لا يريدون هذا، وكنت عندهم معقدة، وكنت أحاول تغيير أمي، وفى يوم تجادلت أنا وأمي جدلا ارتفعت أصواتنا على خاطر أخي، أنه كان يتكلم مع فتاة في الهاتف، وكنت أقفل في وجه الفتاة، فكانت أمي زعلانة، أنا كيف أقفل السماعة في وجه الفتاة. كنت أقول لها إنه مفروض أنك تنصحينه بعدم التكلم مع الفتاة، وأن هذا حرام، فصرخت في وجهي، وأنا كنت حزينة على تفكير أمي، وفى نفس اليوم كنت سأخرج إلى بيت عمى لأن زوجته أنجبت، وبقيت عندها يومين، وعندما رجعت كانت أمي ماتت في حادث ولم أرها من ذلك اليوم. فهل أمي ماتت وهي غاضبة مني؟ وإن كانت كذلك ماذا أفعل؟ أرجوكم أجيبوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن حق الوالدين عظيم، وبرهما واجب مهما كان حالهما ومهما صدر منهما من إساءة ، فلا يجوز للولد أن ينهرهما أو يغلظ لهما في الكلام ، فقد أمر الله بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك.
وما حصل منك من رفع صوتك على أمك فهذا غير جائز، وإن كان الحامل عليه الغيرة على حرمات الله تعالى، وإنما كان المطلوب منك نصحها بالحسنى دون تعنيف ونحو ذلك.
وعلى كل حال فالتوبة النصوح تمحو أثر الذنب، فأبشري خيرا وأحسني ظنك بالله فإنه عفو غفور، قال تعالى: ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا {الإسراء:25}
قال القرطبي: وقال ابن جبير : يريد البادرة التي تبدر كالفلتة والزلة تكون من الرجل إلى أبويه أو أحدهما لا يريد بذلك بأسا قال الله تعالى: ( إن تكونوا صالحين ) أي صادقين في نية البر بالوالدين فإن الله يغفر البادرة وقوله : ( فإنه كان للأوابين غفورا ) وعد بالغفران مع شرط الصلاح والأوبة بعد الأوبة. الجامع لأحكام القرآن.
واعلمي أن الإنسان يمكنه أن يستدرك ما فاته من بر والديه بعد موتهما: بالدعاء والاستغفار لهما والصدقة عنهما و صلة الرحم من جهتهما وإكرام أصدقائهما، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 18806 .
والله أعلم.