السؤال
ما معنى هذا الحديث: ( يبقى من الجنة ما شاء الله أن يبقى . ثم ينشئ الله تعالى لها خلقا مما يشاء )
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2848
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أرجو تفسيره بتفصيل وشكرا جزيلا لكم؟
ما معنى هذا الحديث: ( يبقى من الجنة ما شاء الله أن يبقى . ثم ينشئ الله تعالى لها خلقا مما يشاء )
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2848
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أرجو تفسيره بتفصيل وشكرا جزيلا لكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المذكور رواه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متقاربة تبين معناه ومن هذه الألفاظ: لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط.. بعزتك وكرمك. ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة.
والحديث دال على عظيم قدرة الله تعالى وفضله وسعة رحمته، وعظم الجنة والنار وأن كل واحدة منهما ستمتلئ كما وعد الله تعالى، فأما النار فلا ينشئ لها خلقا بل يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض فتصير ملأى ولا تحتمل مزيدا.
وأما الجنة فإن الله تعالى ينشئ لها خلقا جديدا فيدخلهم الجنة، فبين في هذا الحديث أن الجنة لا يضيقها سبحانه، بل ينشئ لها خلقا فيدخلهم فيها؛ لأن ذلك من باب الفضل والإحسان. وأما العذاب بالنار فلا يكون إلا لمن عصى فلا يعذب أحدا بغير ذنب.
ومعنى يبقى من الجنة ما شاء الله أن يبقى. أي يبقى فيها فضل زيادة ومساكن خالية عن السكان حتى ينشىء الله لها خلقا فيسكنهم في تلك الزيادة منها.
قال النووي في شرح مسلم: هذا دليل لأهل السنة أن الثواب ليس متوقفا على الأعمال، فان هؤلاء يخلقون حينئذ ويعطون في الجنة ما يعطون بغير عمل، ومثله أمر الأطفال والمجانين الذين لم يعملوا طاعة قط فكلهم في الجنة برحمة الله تعالى وفضله. وفى هذا الحديث دليل على عظم سعة الجنة فقد جاء في الصحيح أن للواحد فيها مثل الدنيا وعشرة أمثالها ثم يبقى فيها شيء لخلق ينشئهم الله تعالى. ملخصا من شرح النووي وفتح الباري.
والله أعلم.