السؤال
ما حكم الخصام إذا كان المتخاصم معه سيئ الخلق ولا يصلي وأساء إلي كثيرا وإلى أقرب أقاربي، فهل أعاقب على قطيعتي له، مع العلم أنني قابلته في مجلس ولم أصافحه، ولكنني ألقيت السلام على جميع الحضور؟. أفيدونا بارك الله فيكم.
ما حكم الخصام إذا كان المتخاصم معه سيئ الخلق ولا يصلي وأساء إلي كثيرا وإلى أقرب أقاربي، فهل أعاقب على قطيعتي له، مع العلم أنني قابلته في مجلس ولم أصافحه، ولكنني ألقيت السلام على جميع الحضور؟. أفيدونا بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا أن الأصل حرمة هجران المسلم لأخيه المسلم فوق ثلاث، إلا لوجه شرعي، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. رواه البخاري.
ويجوز الهجر فوق ثلاث إذا كان يجلب مصلحة شرعية، كما بينا في الفتوى رقم: 7119.
وعلى ذلك، فإذا كان الهجران لهذا الشخص بسبب سوء الأخلاق وترك الصلاة والإساءة إلى الغير وأذيته بغير حق شرعي، فإن مثل هذه المعاصي الكبيرة يجوز الهجر لأصحابها فوق ثلاث، إذا كان في ذلك مصلحة ولم تترتب عليه مفسدة أعظم، ولا يكون ذلك إلا بعد النصح له وعدم الإفادة فيه، كما سبق بيانه في الفتوى المشار إليها، وفي الفتويين رقم: 47679، ورقم: 18246 وما أحيل عليه فيهما.
وعلى أية حال، فإن إلقاء السلام عليه مع الجماعة، أو بمفرده يقطع الهجران عند كثير من أهل العلم ـ ولو لم تحصل المصافحة ـ وذهب البعض إلى أنه لا ينقطع إلا برجوع الشخصين إلى ما كانا عليه قبل الهجر، وراجع في هذا فتوانا رقم: 128614.
والله أعلم.