السؤال
هل يصح أن يكون فاعل (يشاء) في قوله تعالى: إن الله يضل من يشاء. عائدا إلى (من)، فيكون المعنى: يضل من يشاء الضلال، ويهدي من يشاء الهداية؟
هل يصح أن يكون فاعل (يشاء) في قوله تعالى: إن الله يضل من يشاء. عائدا إلى (من)، فيكون المعنى: يضل من يشاء الضلال، ويهدي من يشاء الهداية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن فاعل يشاء هو الله سبحانه وتعالى، ولم نر في كتب التفسير من يخالف هذا إلا الزمخشري وهي من مسائله الاعتزالية الباطلة، ويدل لكون الله هو الفاعل قول الله تعالى حكاية عن نبيه موسى عليه السلام حيث يقول: إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء.. {155}، فالفاعل فيها لا يصح أن يكون المراد به غير الله إذ لو كان كذلك لقال تضل بها من يشاء وتهدي من يشاء.. وكذا قول الله تعالى: ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون {93}، فالمعنى أنه لو شاء لجمعهم على الهدى، ولكن اقتضت حكمته غير ذلك فأضل من شاء إضلاله، وهدى من شاء، كما قال القرطبي: قوله تعالى: ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة. أي على ملة واحدة. ولكن يضل من يشاء بخذلانه إياهم، عدلا منه فيهم. ويهدي من يشاء. بتوفيقه إياهم، فضلا منه عليهم. انتهى.
وقال الألوسي: ولو شاء الله لجعلكم. أيها الناس. أمة واحدة. متفقة على الإسلام، ولكن. لا يشاء ذلك رعاية للحكمة بل، يضل من يشاء. إضلاله بأن يخلق فيه الضلال حسبما يصرف اختياره التابع لاستعداده له، ويهدي من يشاء. هدايته حسبما يصرف اختياره التابع لاستعداده لتحصيلها. انتهى.
والله أعلم.