السؤال
أريد أن أعرف رأي الدين في مشكلتي: فأنا متزوجة وأعيش في مدينة بعيدة عن أهلي، وعند زيارة والدي لي أكرمهما أنا وزوجي ونحسن ضيافتهما أكثر مما يتصور العقل، وذلك على حساب عملنا ووقتنا ومالنا وأطفالنا ونحيطهم برعاية واهتمام كبير جدا ولا نظهر لهما همنا ولا أزماتنا المالية ولا حتى مشاكلنا ،أو مرضنا كي يلقيا الراحة والسعادة معنا، وزوجي متدين جدا ويعاملهما أحسن معاملة ـ والحمد لله ـ لكنهما لا يحسان بمجهودنا وتحملنا فوق طاقتنا لمطالبهم، بل عند رجوعهم يخبران أخي وأختي الأكبر مني بأي حجة عن عدم رضاهما عني في ضيافتهم عندي وكأنني مقصرة في حقهم، ويقاطعانني ولا يجيبانني في الهاتف وأنا والله لم أفعل شيئا يغضبهما، بل العكس فأنا أكثر إخوتي صبرا وحلما بهما، أقسم بالله أنني لم أفعل لهما شيئا، يتحججان بأسباب سخيفة جدا لا يقبلها العقل، أو يتوهمونها، فماذا أفعل؟ لا يريدان التكلم معي وأنا ألح في مهاتفتهما دون جدوى ولكن أبعث لهم رسائل عبر الهاتف النقال للسلام عليهما ولا يرق قلبهما، يريدان قطع صلة الرحم معي وأنا أخاف الله ولا أريد ذلك، أرشدوني أرجوكم، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت ببرك بوالديك وحرصك على الإحسان إليهما، وهما يستحقان البر والإحسان بلا شك، فمكانتهما عظيمة وحقهما على الولد كبير، فمهما يقدم لهما من الخير فحقهما أعظم من ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 8173.
وجزى الله تعالى زوجك خيرا بحرصه على الإحسان إلى أصهاره، فهذا من المعاشرة بالمعروف، وينبغي للوالدين أن يحفظا لك هذا الجميل، وإن صدر منهما أذى تجاهك، أو إعراض فاصبري عليهما، فالصبر عاقبته خير، وراجعي في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.
وكوني على حذر من الإساءة إليهما بأدنى درجات الإساءة، لئلا تقعي في العقوق، وانظري الفتوى رقم: 74845.
ونوصيك بالدعاء أن يصلح الله حالهما ويصلح ما بينك وبينهما، وعليك بأن تبيني للعقلاء من إخوتك حقيقة ما يحصل منكما مع الوالدين، والاستعانة بهم، أو بغيرهم من الأقارب في الإصلاح بينك وبينهما، وعليك بمواصلة الإحسان إليهما ومحاولة صلتهما وإن قطعوك، وإذا لم يقع تقصير من قبلك تجاههما، فلا يلحقك إثم ولا تكونين قاطعة للرحم ولا تضرك إساءتهما، وضرر ذلك يرجع عليهما، وللفائدة انظري الفتويين رقم: 75361، ورقم: 31904.
والله أعلم.