حكم ترك زيارة الأقارب تجنبا للمشاكل والفساد

0 344

السؤال

أريد أن آخذ رأي حضرتك في أمر يحيرني: أنا أعلم أن الخصام لغير الدين غير مقبول وأن الله لا يرفع عمل المتشاحنين، لكن زوجة أخي تعبت في يوم من الأيام وتبين أن عندها سحرا فجاء أحد الإخوة وقرأ عليها آيات من القرآن وتحدث الجني وأخبرنا بأن زوجة عمي هي من قامت بعمل السحر وأخبرنا أنها أخذت بعض ملابسها كانت منشورة على حبل الغسيل وذهبت بالملابس إلى أحد السحرة، وتصرفات زوجة عمي تدل على أنها تكرهنا واتقاء لشرها فقد ابتعدنا عن بيت عمي وأصبح بيننا فقط السلام عليكم، لكن ليست هناك زيارات، فبطبيعة الحال نحن مشغولون وهم كذلك، لكنني منعت زوجتي وإخوتي من أن تكون لهم علاقة ببنات عمي لسببين:
الأول: تجنب جلسات النساء التي لا تخلو من القيل والقال وخصوصا أن بنات عمي من النوع التافه من حيث الاهتمامات.
والسبب الثاني: موضوع السحر: فأنا أخاف على زوجتي وأخواتي وعلاقتي بأولاد عمي عادية، لكن ليست هناك زيارات، مع العلم أنني ـ والحمد لله ـ لا أحمل لهم شرا، وما أريد معرفته هو: هل انقطاعي عن زيارتهم منعا للمشاكل فيه إثم علي؟ مع العلم أن التجربة أثبتت أن الاختلاط بهم يؤدي لمشاكل كثيرة وأن أفضل حل هو أن تكون العلاقة من بعيد ـ كما ذكرت لفضيلتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ في منعك أخواتك من أن تكون لهن علاقة ببنات عمك، إن كان ذلك خوفا من فسادهن، وكذلك الحال بالنسبة لانقطاعك عن زيارة بيت عمك منعا للمشاكل المتحققة من زيارتك لهم مع صلته بما تيسر من مهاتفة، أو مراسلته، ولا يعتبر في ذلك قطيعة للرحم، وراجع الفتوى رقم: 121701.

ثم إن الصلة يمكن أن تتم بأي وسيلة أخرى ـ كالاتصال ونحوه ـ كما بينا في الفتوى رقم: 123691.

ونؤكد هنا على ما نبهنا عليه بالفتوى المذكورة أولا من الحذر من اتهام أحد بعمل السحر من غير بينة، وما ذكره الجني على لسان زوجة أخيك من نسبة عمل السحر إلى زوجة عمك لا يصدق فيه، فمن شأن الشياطين الكذب في الغالب، وقد يريد الشيطان بذلك إشعال الفتنة بينكم، فمن أعظم ما يصبو إليه التفريق بين الأحبة، ففي صحيح مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدينه منه ويقول نعم أنت، قال الأعمش: أراه قال فيلتزمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة