السؤال
أنا أقوم دائما قبل الفجر بـ 20 دقيقة لصلاة ركعتين قبل الفجر، ومنذ شهور قررت قيام بعض الليل لذا أقوم الساعة 4 وأصلي بعض الركعات حوالي 45 دقيقة وأعود للنوم وأستيقظ نصف ساعة قبل الفجر وهي الساعة السابعة هنا في فرنسا.
سؤالي يا شيخ: هل يعتبر هذا قيام ليل أم هذه الوسيلة خاطئة لأني أعود للنوم، وهل ما أفعله صحيح أم الأفضل أن أترك قيامي الساعة الرابعة وأن أستيقظ قبل الفجر بساعة أو أكثر، أفيدوني بجواب لأني أرغب في أحسن وسيلة لقيام الليل لأصلي بعض الركعات وأقرأ قليلا من القرآن، أجيبوني دون الإحالة على أسئلة أخرى؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يزيدك حرصا على الخير ورغبة فيه، ثم اعلمي أن ما تفعلينه من قيام الليل بلا شك، فإن كل صلاة يصليها المسلم تطوعا بعد العشاء تعد من قيام الليل، فما تفعلينه هو من الخير الذي يرجى لك بره وذخره يوم القيامة، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل القيام هو قيام داود عليه السلام كما ثبت في الصحيح، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وبين صلى الله عليه وسلم أن صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي المسلم الصبح صلى ركعة توتر له ما قد صلى، فقومي ما شئت من الليل من أوله أو وسطه أو آخره فكل هذا حسن، والقيام في ثلث الليل الآخر أرجى ما يكون ثوابا وأعظم ما يكون فضلا، فإن الرب تعالى ينزل إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: هل من داع فأستجيب له، هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه. وقد قال صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن. رواه الترمذي، وقال حسن صحيح والحاكم وصححه على شرط مسلم.
وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل. والأحاديث في هذا كثيرة جدا، فنوصيك أيتها الأخت الفاضلة بالحرص على الخير والمواظبة عليه فإن أحب العمل إلى الله تعالى أدومه، ومهما اجتهدت في أن تجعلي صلاتك في ثلث الليل الآخر فهذا حسن، وما تفعلي من الخير فلن يذهب ثوابه ولن يضيع أجره إن شاء الله.
والله أعلم.