حكم الائتمام بمن يجاهر بالمعصية

0 280

السؤال

طبتم أيها الأخيار وطاب مسعاكم، وأسأل الله أن يحشرنا وإياكم تحت لواء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وتابعيهم بإحسان وسلفهم إلى يوم الدين، وبعد، فأنا أعمل في شركة مرموقة ونظرا لتوقيت الدوام أضطر لتأدية صلاتي الظهر والعصر في زاوية صغيرة بالطابق العلوي من محطة الإطفاء حيث أعمل، ونؤدي الصلاة فيها جماعة، وما يقلقني إلى حد كبير هو أنني مع كوني عربي اللغة، لا أسعى لإمامة المصلين، خشية أن يكرهني باقي الزملاء من جنسيات أخرى ظنا منهم أنني أتعالى عليهم، أو أنني أريد إشعارهم بأنني أفضل منهم وزنا، وبالتالي يتقدم كثيرا شخص هندي وآخر ماليزي للأسف يجاهران ببعض الفسوق ـ أسأل الله لهما الهداية ـ فالماليزي يترك نساء بيتة بلا حجاب رأس ـ من زوجة وبنات بالغات ـ ولا يجد غضاضة في عرض صورهن للزملاء إن استدعى الأمر مناسبة كعرض صور من إجازته السابقة، أو صور لبيت جديد اشتراه هناك إلخ، فضلا عن مباهاته ـ أيضا ـ بموافقته على التحاق ابنته بجامعة لتعليم الموسيقى بشكل أكاديمي، والزميل الهندي يرتدي سلسلة حول رقبتة ولا يمانع أن يعرض على الزملاء أشياء بذيئة على جواله، أرجو النصيحة فيما يتعلق بموقفي هذا فضيلة الشيخ، وهل أئتم بهذين الشخصين ولا حرج في ذلك؟ وإلا فهل إلى حل من سبيل؟.
وبارك الله فيكم ونفع بعلمكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصلاة خلف هذين الرجلين صحيحة إذا كانا يحسنان الصلاة ويأتيان بها على وجهها مستوفية شروطها وأركانها، فإن الراجح من كلام أهل العلم أن الصلاة تصح خلف كل بر وفاجر، وأن إمامة الفاسق صحيحة وإن كانت الصلاة خلفه مكروهة، وقد بينا حكم هذه المسألة مرارا، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 115770، 123634، 122226.

وبه يتبين لك أن الأولى تقديم غير هذين الرجلين ممن لا يعرف بفسق ظاهر ولا بمجاهرة بالمعاصي، وإن حصل وصليت خلف أحدهما فالصلاة صحيحة، وعليك بمناصحتهما وأن تبين لهما بلين ورفق خطأ ما يفعلانه وأنهما بذلك يعرضان أنفسهما لغضب الله تعالى وعقوبته العاجلة والآجلة، وتذكر لهما الأدلة الشرعية على حرمة ما يأتيانه من المنكر، ثم إن كنت أهلا للإمامة فتقدمك لها لا حرج فيه، وهو أولى من أن تعرض نفسك للصلاة خلف من يجاهر بالمعصية ودخولك وسائر المصلين في خلاف العلماء في صحة الصلاة خلف الفاسق وأما ما ذكرته من خشيتك أن يظن بك زملاؤك تعاليا عليهم، فتفادي مثل هذا يسير وذلك بطيب المعاملة والبشاشة وطلاقة الوجه وتحسين خلقك معهم ما أمكن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة