السؤال
أنا لي خال توفي وله أربع بنات، وبينه وبين أخته مشكلة لا يتكلم معها ولا يسلم عليها وهي كذلك، والآن توفي خالي وبنات الخال لا يكلمون أخت والدهم عمتهم التي بينها وبين والدهم شجار.
السؤال: هل تعرض أعمال المتوفى على الله عز وجل أو يؤجل عمله إلى أن يتم الصلح بينهما أفيدونا يرحمكم الله وطريقة الصلح بينهم حيث إن بنات المتوفى (الخال) لا يريدون الصلح مع عمتهم (أخت المتوفى)؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نهى الشرع عن التدابر والهجران بين المسلمين، وإذا كان ذلك بين الأقارب كان أشد، فإن قطع الرحم من الكبائر وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم حتى لمن يقطعها، فعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. رواه البخاري.
فأما عن خالك الذي مات فقد أفضى إلى ما قدم وهو مرتهن بعمله نسأل الله أن يرحمه، وهو لا يحمل إثم مقاطعة أولاده لعمتهم إلا إذا كان له عمل في ذلك كإيصائهم بالمقاطعة أو نحو ذلك، فإن الأصل في الشرع أن أحدا لا يحمل وزر أحد، قال تعالى: .. ولا تزر وازرة وزر أخرى.. {الأنعام:164}.
قال الصنعاني: وحاصله أنه قد يعذب العبد بفعل غيره إذا كان له فيه سبب... سبل السلام.
أما عن أولاده فالواجب عليهم أن يصلوا عمتهم ولا يقطعوها وفي ذلك بر بوالدهم، وأما عن وسائل الإصلاح بينهم فينبغي أن تبين لهم وجوب صلة الرحم وتحريم قطعها وفضل العفو عن المسيء، ويمكنك أن تتحدث إلى كل منهم بما يجلب المودة بينهم وليس ذلك من الكذب المذموم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيرا وينمى خيرا. رواه مسلم.
واعلم أن السعي للصلح بين المتخاصمين من أفضل الأعمال عند الله، فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة. قالوا بلى، قال: إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة. رواه أبو داود.
والله أعلم.