أمور يعذر المرء بترك الجماعة لأجلها

0 370

السؤال

هل هذه أعذار للتخلف عن صلاة الجماعة أو صلاة الجماعة خارج المسجد:
1-وجودي عند الطبيب للفحص أثناء الفحص أو في انتظار دوري
2 -استخراج الأوراق من الدوائر الحكومية
3 -الذهاب لقضاء مصالحي ومصالح أبي وإخوتي
4 -الدراسة
-5 العمل أم أكتفى بنفقة والدي
6- احتياج أمي لي أثناء مرضها للقيام على شؤونها أم يجب أن يكون مرض موت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي السائل أولا أن من صلى الفرض في جماعة ولو خارج المسجد فإنه يعتبر آتيا بما وجب عليه عند أكثر الموجبين لصلاة الجماعة، وراجع الفتوى رقم: 142821، ثم إن الفقهاء ذكروا جملة من الأعذار التي يجوز معها التخلف عن الجمعة والجماعة وقد بيناها في عدة فتاوى فانظر الفتوى رقم: 49024، والضابط الجامع لتلك الأعذار هو وجود مشقة غير محتملة بسبب مرض أو خوف أو تعطل ما به المعاش أو فوات مصلحة معتبرة، فكونك عند الطبيب لأجل الفحص وقد أخذت دورك يعتبر عذرا يبيح لك التخلف عن صلاة الجماعة في المسجد.

 وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فقال السائل: إذا كنت أنتظر دوري في الكشف عند الطبيب أو في مراجعة وأقيمت الصلاة، والمستوصف أو الشركة لا تغلق وقت الصلاة، فإذا ذهب للصلاة قد يفوت دوري، فهل أترك الجماعة؟ فسأله الشيخ: يعني: يؤثر عليه؟ فقال السائل: نعم. يذهب الدور.

فأجاب الشيخ: لا بأس هذا يعذر بترك الجماعة، هذا الذي ينتظر دوره كما قلت يعذر بترك الجماعة؛ لأنه إذا ذهب يصلي فهو أولا سيصلي وفكره مشغول، أليس كذلك؟ وثانيا: أنه يلحقه ضرر، وربما يكون جاء من مسافة بعيدة، فهنا يعذر بترك الجماعة، والإنسان إذا قدم عشاؤه أو غداؤه قلنا له: اجلس وتعش براحة وطمأنينة ولو فاتتك الصلاة، وابن عمر رضي الله عنهما كان يتعشى في بيته وهو يسمع قراءة الإمام، مع أن عبد الله بن عمر من أشد الناس ورعا والتزاما بالسنة ومع ذلك يتعشى والإمام يصلي، امتثالا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان... اهـ.

 وقل مثل ذلك في ذهابك للدراسة أو العمل أو استخراج المستندات الحكومية لك أو لأحد من أهل بيتك إذا كان في عدم قضائها حرج ومشقة أو ضرر أو تشويش يشغلك عن حضور القلب في الصلاة. كان ذلك عذرا يبيح لك التخلف عن الجماعة وكذا تمريض الوالدة عذر يبيح التخلف عن الجماعة كما بيناه في الفتوى رقم: 45877، ولا يشترط أن يكون مرضا مخوفا كما ذكرت، ومع ذلك ينبغي أن يحرص المرء على أداء الصلاة في المسجد جماعة ولا يتعلل بما يمكن تأجيله من غير أدنى حرج أو مشقة، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من التأخر عن الصفوف الأولى بقوله: لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل يوم القيامة. رواه مسلم وأحمد وغيرهما، فكيف بمن يتأخر عن الصلاة رأسا من غير عذر، وانظر الفتوى رقم: 142821.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة