السؤال
كانت علاقتي بأهل امرأتي في أفضل الأحوال، وطلبت مني امرأتي إحضار أخيها إلى الدولة التي أعمل بها وكذلك أهل امرأتي.
ولكن بعد إحضار أخيها بمدة عام ظهرت مشاكل كثيرة بيني وبينه، ولي سلطة في هذه الشركة وأريد أن أرجعه إلي بلاده لتقليل المشاكل- وسبب المشاكل هي أي خلاف يحدث بيني وبينه فيتم نقله إلي أهل مرأتي- والآن علاقتي بأهل امرأتي في أسوء الأحوال. وطبعا خوفا على قطع الرزق وقطع الأرحام فلا أعرف ما الحل حيث إن المشكلة وصلت إلى الإيقاع بأخي حيث يعمل أخي معي وأخي أيضا متزوج من أخت امرأتي
والإيقاع بأخي يحدث عند ما أتحدث بيني وبين أخي على عيوبه، فيقوم أخي بالتحدث لإصلاح العيب فيكبر الموضوع ويرسل إلى أهل امرأتي بطريقة غير صحيحة.
ما الحكم إذا اجتنبته هو في حاله وأنا في حالي وأهله في حالهم؟
ملاحظة: كان زواج أخي بأخته (أخت امرأتي) مرفوضة من أبي وأمي، ولكني عارضت الأمر بشدة وللأسف عارضت أبي وأمي ولكن بعد الزواج اعتذرت لهم وقمت بتحجيج والدتي وسامحوني والحمد لله.
ولكني لا أريد أن أعلمهم بأي شيء حتى لا تزيد المشاكل، وللعلم لقد أقرضت أهل امرأتي (قرض حسن بدون أي فوائد) مبلغ كبير لإتمام زيجة أخي وأيضا إتمام زيجة أخي امرأتي.
والآن للأسف تم نسيان كل هذا وأصبحت أسوأ رجل على وجه الأرض بالنسبة لهم.
أسف للإطالة - ما الحل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نهى الله عن التدابر والهجران بين المسلمين،
فعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. صحيح مسلم.
لكن إذا كان عليك ضرر حقيقي في مخالطة أخي زوجتك فلا حرج عليك في مقاطعته إن لم يفد التقليل من مخالطته.
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصا على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
أما إرجاعه إلى بلده أو السعي في ذلك أو في إلحاق أي ضرر به فلا حق لك فيه.
وننبهك إلى أنه لا يجوز لك أن تتكلم عن عيوب هذا الرجل في غيبته مع أخيك أو غيره، فإن ذلك من الغيبة التي حرمها الله، وهي لا تجوز إلا في بعض المواضع كالتظلم وطلب المشورة، وانظر هذه المواضع في الفتوى رقم: 29510.
ولا شك أن الغيبة والنميمة من أعظم أسباب فساد ذات البين، فالواجب عليكم أن تتقوا الله وتقفوا عند حدوده وتحذروا من مكائد الشيطان.
واعلم أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم { فصلت:34}
والله أعلم.