السؤال
فقد قرأت عن فضل الاستغفار وفوائده وفضل الصلاة على النبي وفوائدها إلا إنى أقع الآن فى حيرة فى أيهما أفضل وأداوم فهل أداوم على الاستغفار أم الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم)، أم أخصص لكل ذكر وقت معين فـأنا أريد ثواب الذكرين معا فأقع دائما فى حيرة. فأفيدوني أكرمكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأفضل هو الجمع بين الأمرين لما ثبت في النصوص من الحض عليهما، ولما فيه من امتثال الأوامر كلها. ولو اقتصرت على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يرجى لك أن تنال الخير بذلك فيغفر ذنبك وتنال مرادك، فقد روى الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة.. جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه.. قال أبي: قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك. فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذا تكفى همك ويغفر ذنبك. قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: يعني من دعائي فإن الصلاة في اللغة هي الدعاء، قال تعالى: وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم صل على آل أبي أوفي. وقالت امرأة صل علي يا رسول الله وعلى زوجي، فقال صلى الله عليه وسلم: صلى الله عليك وعلى زوجك. فيكون مقصود السائل أي يا رسول الله: إن لي دعاء أدعو به استجلب به الخير واستدفع به الشر فكم أجل لك من الدعاء؟ قال: ما شئت، فلما انتهى إلى قوله: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال صلى الله عليه وسلم: إذا تكفى همك ويغفر ذنبك. وفي الرواية الأخرى: إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك. وهذا غاية ما يدعو به الإنسان من جلب الخيرات ودفع المضرات، فإن الدعاء فيه تحصيل المطلوب واندفاع المرهوب. انتهى.
وقال في موضع آخر: فإن هذا له دعاء يدعو به فإذا جعل مكان دعائه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته، فإنه كلما صلى عليه مرة صلى الله عليه عشرا وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة آمين ولك بمثله فدعاؤه للنبي صلى الله عليه وسلم أولى بذلك. انتهى.
والله أعلم.