الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يثاب فاعل الأذكار من دون استحضار نية التقرب إلى الله؟

السؤال

هل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، والحوقلة، والحسبلة، والتوكل، والاستغفار، عبادات تستوجب النية قبل الشروع فيها؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعبادة التي لا يتعبد بها لغير الله تعالى، والمتميزة لجناب الله تعالى بصورتها، لا يتوقف حصول الثواب فيها إلى نية التقرب بها إلى الله تعالى؛ بل يثاب عليها فاعلها، ولو لم ينو بها التقرب إلى الله تعالى.

قال الإمام القرافي في الذخيرة: القربات التي لا لبس فيها، لا تحتاج إلى نية -كالإيمان بالله تعالى، وتعظيمه، وإجلاله، والخوف من نقمه، والرجاء لنعمه، والتوكل على كرمه، والحياء من جلاله، والمحبة لجماله، والمهابة من سلطانه-، وكذلك التسبيح، والتهليل، وقراءة القرآن، وسائر الأذكار؛ فإنها متميزة لجنابه سبحانه وتعالى، وكذلك النية منصرفة إلى الله تعالى بصورتها، فلا جرم لم تفتقر إلى نية أخرى. اهـ.

وقال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام: ما ‌تميز ‌لله ‌بصورته، فهذا يثاب عليه مهما قصد إليه، وإن لم ينو به القربة -كالمعرفة، والإيمان، والأذان، والتسبيح، والتقديس، وقراءة القرآن-. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني