السؤال
عندي مشكلة في عدم ضبطي للوضوء بسبب سلس الريح، لكن أتوضأ عند كل صلاة قبل 10 دقائق من الأذان، لكن المشكلة أنني عندما لا أكون متوضئا أكون معافا 100 في المائة، لكن بعد وضوئي ينزل الريح بغزارة. وسؤالي: هل لديكم تفسير شرعي لهذا؟ ملاحظة: هذا سلس ليس وسواسا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغالب أن خروج الريح يكون مترتبا على الغذاء، أو على الوضع الصحي، وننصحك بمراجعة الطبيب، وإذا كان خروج الريح عندك هو على النحو الذي بينته وليس وسوسة فليس لدينا تفسير، والذي يمكننا قوله هو أن ما تشعر به من خروج الريح لا يخلو من ثلاثة أحوال:
الأولى: أن يكون إحساسك بخروج الريح مجرد شعور لم يصل إلى درجة اليقين، فلا تلتفت في هذه الحال إلى ما تشعر به واستمر في صلاتك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا، فأشكل عليه: أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا. أخرجه مسلم.
وعند البزار من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما: يأتي أحدكم الشيطان في صلاته فينفخ في مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث، ولم يحدث فإذا وجد ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا.
الثانية: أن تتيقن من خروج الريح، ولكن لا يتكرر خروجه إلى درجة تمنعك من أن تجد وقتا تصلي فيه بطهارة صحيحة، بل تجد وقتا كافيا تؤدي فيه الصلاة بوضوء صحيح قبل خروج الوقت، وفي هذه الحال يبطل الوضوء والصلاة بخروج الريح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ. رواه البخاري.
ولا يجوز لك الاستمرار في الصلاة بعد خروج الريح، وإذا كنت تستحي من الناس، فالله تعالى أحق أن تستحيي منه.
الثالثة: أن تتيقن خروج الريح ويتكرر خروجه بحيث لا تجد وقتا تصلي فيه بوضوء من غير أن يخرج الريح فأنت حينئذ مصاب بسلس الريح، ولمعرفة الأحكام المتعلقة به من حيث الوضوء والصلاة نحيلك للفتوى رقم: 139586، والفتوى المرتبطة بها.
والله أعلم.