السؤال
نعرف أن في الزمن القديم لم تكن هناك مكبرات صوت، فأريد أن أطرح عليكم سؤالا بخصوص الأذان. هل هناك فرق في الأجر بين المؤذن الذي يؤذن بمكبر الصوت والذي يؤذن بدونه؟
نعرف أن في الزمن القديم لم تكن هناك مكبرات صوت، فأريد أن أطرح عليكم سؤالا بخصوص الأذان. هل هناك فرق في الأجر بين المؤذن الذي يؤذن بمكبر الصوت والذي يؤذن بدونه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ورد في فضل التأذين أحاديث كثيرة منها: ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال لأبي صعصعة الأنصاري: إني أراك تحب الغنم والبادية! فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة. قال سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنها ما رواه مسلم في صحيحه عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة.
فالحديث الأول فيه أن كل شيء يسمع المؤذن يشهد له يوم القيامة بأذانه، حتى الجمادات، ويؤيد ذلك ما في رواية ابن خزيمة: لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا إنس. ولأبي داود: المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس.
ولا مانع من أن يزداد الذين يشهدون للمؤذن بسبب بعد مدى صوته عن طريق المكبرات، وفضل الله تعالى واسع، وهذا هو اللائق بسعة رحمة الله تعالى وفضله.
وأما الحديث الثاني: فلا يفيد زيادة أجره باستخدام المكبر، لأنه أجر مختص بذات الأذان، من ترداد الكلمات وترتيبها، وهذا يحصل بالمكبر وبدونه.
وفي مسند أحمد وسنن النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، والمؤمن يغفر له مد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه.
والله أعلم.