امرأه تزوجت من رجل زواجا عرفيا - بدون ولي - وهي مازالت بكرا، وائتمنت سرها فتاة وحلفتها عليه. فهل يجوز للفتاة كشف سرها، لأنها صاحبة كبيرة؟.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت هذه المرأة قد تزوجت سرا من غير ولي ولا شهود، فهذا زواج باطل بلا خلاف، والواجب على الفتاة التي علمت بذلك أن تنصحها وتبين لها بطلان زواجها، فإن لم ترجع عن ذلك فعليها أن تخبر من يمنعها من المنكر، قال الخرشي: وفي محض حق الله تجب المبادرة بالإمكان إن استديم تحريمه كعتق وطلاق ووقف ورضاع ـ يعني أن الحق إذا تمحض لله تعالى، وكان مما يستدام تحريمه فإنه يجب على الشاهد المبادرة بالشهادة إلى الحاكم بحسب الإمكان كمن علم بطلاق امرأة ومطلقها يعاشرها في الحرام. اهـ

وليس ذلك من إفشاء السر المذموم، بل هو واجب، لكن عليها أن تقتصر على إخبار من يمنع المنكر، ولا تخبر غيره دون مصلحة معتبرة، وراجعي الفتوى رقم: 24025.

أما إذا كانت هذه الفتاة قد تزوجت زواجا مستوفيا جميع الشروط والأركان إلا أنه بغير ولي، فهو أيضا زواج باطل عند جمهور العلماء، لكن إذا كانت فعلته تقليدا لقول من يرى جوازه فلا يجب عليك الإنكار عليها ولا إفشاء سرها، ولكن لك أن تنصحيها وتبيني لها ما تعلمين من حكم الله في هذه المعصية.

   والله أعلم.