السؤال
أنا فتاه تخرجت حديثا من إحدى الكليات العملية التي أرغمني أبي على الدخول فيها,حيث إنني كنت أتمنى أن التحق بإحدى الكليات النظرية, والآن أبي يريد مني أن اعمل بشهادتي وأنا لا أريد..لعده أسباب 1: أنا لست في حاجة للعمل من الناحية المادية 2 الاختلاط في مكان العمل موجود لا محالة وطبيعة العمل مناسبة أكثر للرجال, ومن الممكن أن تجد رجلا وامرأة في مكتب واحد 3:أنا أفضل أن امكث في البيت حيث إنني ممن لا يفضلون الخروج من البيت بلا داع ملح وأنا افضل وأحب أن أجلس للعبادة قدر ما أستطيع من وقت فهل من الطبيعي أن نشجع الفتيات على العمل ولكن حين نجد فتاة متعتها أن تتعبد وتصلي ننهرها ونعيب عليها. بالله عليكم ماذا افعل ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في المرأة المسلمة أن تقر في بيتها وتلزمه وألا تخرج منه إلا لحاجة ملحة، كما كان هدي نساء السلف رضي الله عنهم أجمعين. وكثرة خروج المرأة من المنزل هي سبب كل فساد على نفسها ومجتمعها، كما هو حاصل في ديار الكفر. فإن فساد الخلق وفساد الفطرة والقيم عندهم من أعظم أسبابه خروج النساء وتبرجهن وقيامهن بأعمال الرجال. بل إن فتنة النساء في تلك الديار من أعظم أسباب صدهم عن الصراط المستقيم، فهم مرضى القلوب، ومرض القلب ينقسم إلى قسمين: مرض شبهة، ومرض شهوة. وغالب الكفار في دارهم مرضهم من النوع الثاني أعني -مرض الشهوة- فقد انفتحت عليهم جميع أبواب الشهوات، ورأس هذه الشهوات شهوة النساء، ولأجل هذا المعنى أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى هذا في كتابه اقتضاء الصراط المستيقم. فقال: (إنما فسدت الملل والملوك والدول عندما خرجت النساء) أو كلاما نحو هذا. هذا مع أن النساء في تلك الأزمان لم يكن فيهن من التبرج والاختلاط ما في نساء هذه العصور.
ومن المعلوم أن الشريعة الإسلامية لا تمنع المرأة أن تتعلم أي علم مشروع، ولكن بشرط أن لا يكون هذا على حساب دينها وطهرها. وليس لها أن تطيع أحدا في معصية الله عز وجل سواء كان أباها أو أمها أو زوجها أو غير هؤلاء.
وقرار المرأة في بيتها وإقبالها على العبادة هو الأصل، وهو الذي ينبغي أن تشجع عليه. وعزها وشرفها فيه، لا سيما إذا كانت في غنى عن العمل.
والله أعلم.