ما حكم الدعاء بشيء مستحيل الحدوث؟ أنا شاب أبلغ 35 سنة من عمري فقدت جميع أسناني في سن الثلاثين ولم أستطع تركيب طقم أسنان، لأنني لم أتقبله، كما أنني لم أستطع القيام بزراعة أسنان نظرا لضعف إمكانياتي المادية، وهذا سبب لي عدم الثقة بنفسي والوقوع في مشاكل نفسية، والدليل أنني لم أتزوج بعد بسبب هذه العقدة، كنت دائما أدعو الله أن يرزقني بأسنان جديدة مكان التي فقدتها، لكنني سمعت بأن مثل هذا الدعاء لا يجوز، لأنني أطلب شيئا مستحيل الحدوث بالعقل والعادة، وسؤالي هو: هل يمكن لي الاستمرار في مثل هذا الدعاء حتى يأتي الله بالفرج؟ أم أنه من أخطاء الدعاء وأصرف عنه النظر؟ أرجو من سماحتكم الجواب على سؤالي هذا، لأنني قلق جدا وأتمنى أن أجد الإجابة الشافية.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لنا ولك العافية، ونفيدك بأن العادة جرت أن الأسنان اللبنية تسقط ثم تنبت بعدها الأسنان الثابتة والأسنان الثابتة إذا سقطت لا تنبت مرة ثانية، وبهذا يكون الدعاء بطلب عودتها مرة ثانية من طلب المستحيل في العادة، ولكن الأمر هين ولا ينبغي أن يسبب لك عدم الثقة في نفسك ولا مشاكل نفسية، وأحسن وسيلة مضمونة ـ بإذن الله ـ تستطيع أن تحل بها مشكلتك هي أن تشتغل بتعلم العلم وتعمر أوقاتك بذكر الله وتلاوة القرآن وتصاحب أهل الخير الذين يعينون مصاحبهم على الطاعة ويحبونه ويحسنون إليه ابتغاء وجه الله بسبب طاعته لربه لا بسبب مظهر جماله ولا أسنانه، وكن عالي الهمة في الدعاء فادع الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح فادع بدعاء رب زدني علما ـ وبما في حديث أحمد والحاكم أنه صلى الله عليه وسلم قال: أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء؟ قولوا: اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. والحديث صححه الألباني.

والله أعلم.