حكم حذف جزء من الكلمة الواحدة عند كتابة شيء من القرآن

0 384

السؤال

هل يصح عند كتابة آية أو جزء منها في بدايتها كلمة تبدأ بحرف عطف واو أو فاء فيتم كتابتها بدون حرف الواو أو الفاء، مثل قوله تعالى: ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو (219: البقرة)، فهل يصح كتابتها بدون حرف الواو في بدايته فتكون بدايتها: يسألونك ماذا. ومثل قوله تعالى: فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين (24: البقرة)، هل يصح كتابتها بدون حرف الفاء في بدايتها فتكون بدايتها (إن لم تفعلوا)، ومثل قوله تعالى: فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا (26: البقرة)، هل يصح كتابتة هذا النص القرآني بدون حرف الفاء في بدايته فتكون بدايته بـ: أما الذين؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز عند كتابة شيء من القرآن أن يحذف جزء من الكلمة الواحدة مما كتب على أنه قرآن؛ لما في ذلك من إيهام من يرى ذلك المكتوب أن الآية بهذا الشكل، ويدل لضرورة البعد عن الحذف ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من المحافظة على هذه الحروف عند الاستشهاد بالآيات القرآنية، كما في قوله في صحيح البخاري: واقرؤوا إن شئتم: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين.

وأما لو اقتبس الإنسان في كلام ما شيئا من الأسلوب القرآني فلا حرج عليه في حذف حرف العطف إن كان متمكنا في علم اللغة العربية، كما قال الزركشي في البرهان: واحتج بما في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى هرقل رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام وكتب فيها قوله: سلام على من اتبع الهدى. وقد تابعه على هذا السيوطي في الحاوي، فذكر جواز الحذف فيما لم يرد به القرآن ولو أريد القرآن لتعين الإتيان بلفظه؛ إذ لا يحل لمسلم أن يزيد حرفا في القرآن ولا ينقص حرفا كما هو معلوم ضرورة عند المؤمنين، وذكر عدة أدلة لذلك وذكر نقولا من كلام أهل العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات