درجة حديث (إني قد تركت فيكم شيئين..)

0 484

السؤال

جاء في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أنه قال في خطبة الوداع : وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله ( رواه مسلم / 1218)
وقال تعالى : {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } (65 : النساء) ، وقال سبحانه : {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق} (من الآية 48 : المائدة) ، وقال سبحانه : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } (من الآية 44 : النحل )وغيرها من الأدلة الدالة على التسمك بالكتاب والسنة .
ولكن للحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ( روه الحاكم في مستدركه )
فما درجة الحديث، على الرغم من صحة المعنى الوارد في التمسك بالكتاب والسنة ؟ وكذلك يبقى معنى وصحة الجملة الأخيرة في الصحيح من أقوال أهل العلم وهي : " ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن حديث الحاكم المذكور صححه الحاكم في المستدرك، وابن حزم، والشيخ الألباني في صحيح الجامع بجميع فقراته. وقد رواه جمع من الحفاظ غير الحاكم.

ومعنى الفقرة الأخيرة أن الوحيين لا يفرق بينهما في الحجية، ولا يقبل العمل بأحدهما دون الآخر.

ففي الحديث: يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدناه فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، إلا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله. رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.

وقال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.

وقال المناوي في كلامه على الحديث مبينا قوة العلاقة والارتباط بين الوحيين: هما الأصلان اللذان لا عدول عنهما، ولا هدى إلا بهما، والعصمة والنجاة في التمسك بهما، فوجوب الرجوع لهما معلوم من الدين بالضرورة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات