حكم شراء أشرطة أناشيد إسلامية من محل للأغاني

0 238

السؤال

هل يجوز شراء أشرطة الشعر والأناشيد الإسلامية من محل الأغاني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الدخول إلى محل لبيع الأغاني لا يخلو في الغالب من سماع المنكر، أو رؤيته, إما سماع الأغاني أو رؤية صور نساء كاسيات عاريات وغير ذلك, والشريعة جاءت بمفارقة مكان المنكر لا بالذهاب إليه إلا إذا كان الغرض من الذهاب النصيحة والإنكار, قال سبحانه وتعالى: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا {النساء:140}.

قال القرطبي ـ رحمه الله ـ عند تفسيره لهذه الآية: إنكم إذا مثلهم ـ فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر، لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر، قال الله عز وجل: إنكم إذا مثلهم ـ فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية. اهـ.

وإذا كان الفقهاء نصوا على تحريم حضور وليمة الزفاف إذا علم الداعي أن فيها منكرا إلا إذا أراد الإنكار مع أن حضورها واجب في الأصل فكيف بالذهاب إلى محل الأغاني لشراء أشرطة أناشيد ولا ضرورة في ذلك؟ ولذا فلا ينبغي الدخول إلى محل بيع الأغاني بحجة شراء أشرطة الأناشيد الأسلامية, وانظر الفتوى

رقم: 145143.

وإذا لم يتضمن الدخول إلى محل بيع هذه الأشرطة وقوعا في منكر فلا بأس بالدخول، وهذا كله عن حكم الدخول إلى هذه المحال، أما الشراء منها لما يجوز استماعه كالأناشيد الإسلامية، فإنه شراء صحيح.

والله أعلم.


 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة