السؤال
يا من معكم أحس بالأمان والخير هل حبي لأن أعلن للناس أجمع بأني أحب الله تعالى ورسوله الحبيب ألف الصلاة عليه وعلى آله وأصحابه الكرام يعتبر رياء؟ فوالله حبي الشديد لله ورسوله شيء عظيم لأفخر به ولكي أبين للعالم أجمع أن هذا الحب هو شفاء لكل كرب ومرض.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم هو أصل الدين, والإخبار به هو إخبار عن عمل صالح, ومن أخبر عن عمله الصالح طالبا ثناء الناس، أو محبتهم، أو غير ذلك من الأغراض الدنيوية فهو مسمع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سمع سمع الله به، ومن راءى راءى الله به. رواه البخاري ومسلم.
قال النووي في شرح مسلم: قال العلماء: معناه من رايا بعمله، وسمعه الناس ليكرموه ويعظموه ويعتقدوا خيره سمع الله به يوم القيامة الناس وفضحه. اهـ.
ومن أخبر عن عمله الصالح بقصد حث الناس عليه فليس بمسمع, وعلى هذا إن كنت تخبر الناس بمحبتك لله ورسوله لكي يمدحوك ويثنوا عليك فهذا رياء وسمعة, وإن كان إخبارك لهم لكي تعلـمـهم حب الله ورسوله وتحثهم عليه فأنت مأجور ـ إن شاء الله تعالى ـ
والتفاخر معناه في اللغة ادعاء العظمة والتباهي، فإن كنت تعني هذا بقولك: لأفخر به ـ فهذا غرض دنيوي ويعد من التسميع بالعمل الصالح، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم ولا فخر. رواه أحمد والترمذي.
والمعنى: أي لا أقوله تبجحا ولكن شكرا وتحدثا بنعمة الله, فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الأولين والآخرين لا يفخر فمن دونه أولى بأن لا يفخر, والمؤمن يعمل الصالح ولا يذيعه بين الناس ليفخر به، وإنما يسأل الله القبول.
والله أعلم.