السؤال
حصل معي أني يوم من الأيام كنت أريد شيئا من صديقي وزاد إلحاحي عليه ولكن دون أن أشعر قلت أتوسل أليك أن تفعل كذا وكذا
فقام أحدهم بقول إنه لا يجوز قول أتوسل إليك وأنه شرك، وقتها قلت لا إله إلا لله محمد رسول الله فقال لا إنه شرك أكبر.
وسؤالي: ما هو حكم قول أتوسل إليك بأن تفعل كذا وكذا بقصد الإلحاح؟ وما هو حكم الشخص الذي أفتى وهو من عامة المسلمين أي ليس بعالم. أفتونا مأجورين .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليست هذه الكلمة التي قلتها لصديقك شركا بوجه من الوجوه، فإن سؤال الحي ما يقدر على فعله أمر مباح لا محظور فيه، والتوسل إليه بما يكون سببا لاستجابته لفعل ما يقدر عليه أمر جائز كذلك.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في معرض كلامه عن التوسل لله تعالى بجاه النبي صلى الله عليه وسلم: من توسل إلى الله بجاه الرسول فقد شبه الله بخلقه، لماذا؟ لأنه لا يتوسل بالجاه إلا لدى المخلوقين، أنا مثلا أجد هذا الرجل له منزلة عند شخص من الناس، وأقول: أتوسل إليك بجاه فلان، أو أسألك بجاه فلان للرجل، أما عند الله عز وجل فلا، لا تنفع الوجاهة إلا من جعلها الله له. انتهى
والشرك كما هو معلوم صرف العبادة لغير الله تعالى، وليس شيء من ذلك حاصلا في الصورة المذكورة، ومن ثم فنحن ننصح هذا القائل ما قال بالتوبة إلى الله تعالى وألا يجترئ على الفتوى والكلام في الدين بغير بينة، فإن القول على الله تعالى بغير علم من أكبر الكبائر كما قال تعالى: قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون {الأعراف:33}
والله أعلم.