السؤال
ما حكم الدعاء بـ (اللهم إني قلت وفعلت واعتقدت أشياء باطلة)، وهل هذا يعتبر اتهاما للنفس بالكفر؟ جزاكم الله خيرا.
ما حكم الدعاء بـ (اللهم إني قلت وفعلت واعتقدت أشياء باطلة)، وهل هذا يعتبر اتهاما للنفس بالكفر؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه قد ذكر أهل العلم أنه يشرع التوسل بحال السائل بمعنى أن يذكر الإنسان حاله واعترافه لله بأخطائه يتوسل بها ويستعطف بها ربه عز وجل، وذكروا في ذلك قول ذي النون في دعائه: أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين {87}، وقول أبينا آدم: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين {23}، وقول موسى عليه السلام: قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي.. {16}.
وعن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني أنك أنت الغفور الرحيم. متفق عليه. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عنها سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك. أخرجه مسلم.
وفي الحديث الآخر: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي -أي اعترف- فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. رواه البخاري.
وبهذا يعلم جواز قول العبد إنه فعل أو اعتقد أخطاء إن كان صادقا في ذلك، ولا يلزم من هذا أنه اتهم نفسه بالكفر، ثم إن الخوف من الشرك والتحرز منه والتعوذ منه أمر ضروري ما لم يؤد للوسوسة والأوهام، ففي حديث البخاري في الأدب المفرد الذي صححه الألباني: والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره، قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.
والله أعلم.