السؤال
أنا من محبي قراءة القرآن الكريم باستمرار، ومنذ مدة لم أقرأ آية واحدة، فأنا أخاف كثيرا عندما أمسك القرآن، و لا أعرف السبب، وأريد مساعدتكم، مع العلم أني أتمنى أن أقرأ القرآن، فساعدوني -جزاكم الله خيرا-.
أنا من محبي قراءة القرآن الكريم باستمرار، ومنذ مدة لم أقرأ آية واحدة، فأنا أخاف كثيرا عندما أمسك القرآن، و لا أعرف السبب، وأريد مساعدتكم، مع العلم أني أتمنى أن أقرأ القرآن، فساعدوني -جزاكم الله خيرا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالقرآن العظيم كلام الله تعالى، أنزل إلى عباده هدى، ورحمة، وشفاء لما في الصدور، كما قال سبحانه: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين {يونس:57}، وقال: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا {الاسراء:82}، وقال: الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد {الزمر:23}، وقال سبحانه: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب {ص:29}.
فما أحوج الإنسان إلى تلاوة هذا الكتاب العظيم، وتدبر معانيه، والعمل بأحكامه! ففي هذا سعادته في الدنيا، والآخرة؛ إذ كل حرف يقرؤه الإنسان، يكتب له به عشر حسنات، مع ما يفيض عليه من الطمأنينة، والراحة، وذهاب الآلام، والأحزان، والهموم، والغموم.
وكونك تحب قراءة القرآن الكريم، دليل على ما في قلبك من الإيمان، والخير، لكن اعلم أن الإنسان قد يعتريه شيء من الفتور، والعنت في بعض الأوقات، فلا ينبغي أن ييأس، ولا أن يحزن، بل يعاود الاجتهاد، والمثابرة؛ ليكون من الفائزين.
ولا شك أن ما حل بك هو من مكر الشيطان، وكيده، وربما كان ذلك بسبب ذنب ألممت به، أوجب تسليط الشيطان عليك.
فبادر بالتوبة إلى الله تعالى، واللجوء إليه أن يصرف عنك كيد الشيطان، وأن يجعلك من أهل القرآن، التالين له حق تلاوته.
والله أعلم.