الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان حال خالة زوج السائلة وصواحبها على الصفة التي ذكرت من أنهن يؤمن بالله وحده لا شريك له ولكن لا يرين حرجا في التعبد له بما يردن من أنواع العبادة فالسبيل الأمثل في دعوتهن للإسلام تتلخص في الخطوات التالية:
1ـ التعريف بالله تعالى وما يتصف به من صفات الكمال ونعوت الجلال والجمال، وما يتنزه عنه من خلق الناس عبثا وتركهم سدى، دون أن يبين لهم كيف يعرفونه ويتقربون إليه، وينالون رضاه ويتجنبون سخطه، دون أن يقيم بينهم في الآخرة الحساب العادل، فيجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.
2ـ التعريف بمبدأ الرسالات السماوية، وأن ذلك من رحمة الله بخلقه، ومن إقامة الحجة عليهم، مع ضرورة بيان حاجة البشر إلى ذلك، وبيان خصائص وصفات الرسل وعظيم مكانتهم وأثرهم، وما يجب لهم وما يجب عليهم.
3ـ التعريف بالقرآن الكريم باعتباره الرسالة الخاتم الجامعة للرسالات السماوية، والتي بين الله به معالم الديانة وما يصلح به حال البشرية في معاشهم ومعادهم، وبيان أوجه إعجازه وكماله واستحالة أن يكون إلا من عند الله تعالى.
4ـ التعريف بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم وما كان يتصف به من مكارم الأخلاق، وما دعا إليه من محاسن الشريعة الغراء، وبيان حال الناس الذين بعث فيهم، وكيف صاروا بعد دعوته، ودلائل نبوته صلى الله عليه وسلم.
وهذه الأصول الأربعة لا تتضح عند أحد إلا أقبل على هذا الدين الحق برغبة واقتناع، واستجاب لأوامره بطواعية وحب، ولكن المهم أن يحسن الداعي عرض ذلك بأسلوب يناسب حال المدعو، ويمكن للأخت السائلة أن تستعين بمجموعة: العقيدة في ضوء الكتاب والسنة للشيخ الدكتور:عمر سليمان الأشقر خاصة جزء العقيدة في الله وجزء الرسل والرسالات ـ ففيهما كثير من العناصر المهمة التي توضح وتفصل ما سبق ذكره من الخطوات، ولو اقتنت الأخت الفاضلة نسخا مترجمة من هذين الجزأين وأهدتهما لقريبات زوجها لكان ذلك خيرا عظيما.
هذا ولا ننسى التنبيه على أن أعظم وأقرب أسباب دخول الناس في هذا الدين الحق: هو الاطلاع على معاني القرآن الكريم والتعرف عليه عن قرب، فبإمكان الأخت السائلة أن تهدي نسخا من الترجمة الفرنسية للقرآن المجيد لمن تحب دعوته.
وأما مسألة الحجاب فهي فرع لقبول الإسلام والرضا به دينا، ومع ذلك فالحكمة من تشريعه بادية، ولكن لا تظهر هذه الحكمة إلا مع التمييز بين الطهر والعفاف وبين الفحش والتبذل، ومن المؤسف أن هذه المعاني غائبة عن غالب المجتمعات الغربية، حتى إن كلمة: عرض ـ لا يجد المترجمون ما يسد مسدها عندهم، والمقصود أن الحجاب لا تظهر فائدته إلا مع السعي لصيانة الأعراض وطهارة المجتمعات من الرذائل، وأما مع اعتبار ذلك تقييدا للحريات وتنازلا عن الشهوات الممكنة، فلا يمكن استشعار قيمة الحجاب وما في معناه، كمنع الاختلاط المريب، والأمر بغض البصر، وعلى أية حال فقد سبق لنا بيان شيء من حكمة تشريع الحجاب وبعض مخاطر التبرج في الفتويين رقم: