حكم المحافظة على قول (سبحان الكريم)

0 305

السؤال

كان قد أوصاني أحد أقاربي بالإكثار من قول " سبحان الكريم " وقال لي : لعل الله أن ينور بصيرتك . فلا أدري أوعدته بالإكثار من هذا الذكر، أم أني قلت له إن شاء الله سأحافظ عليه ؟ المهم أني لم آخذ بوصية قريبي. لكني بعد فترة عندما سمعت عظم مكانة الوعد في الإسلام وأن الله تعالى قد قال : ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) وأن المقت هو أشد البغض. عندها تذكرت أني وعدت ذلك القريب بالإكثار من قول " سبحان الكريم " وتبعا لذلك تبت إلى الله وعاهدته سبحانه بأن أقول هذا الذكر بما لا يقل عن 500 مرة يوميا. سؤالي هو : هل المحافظة على هذا الذكر من البدعة كونه - فيما أحسب - لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وإن كان الجواب بنعم. فما الذي يترتب علي كوني عاهدت الله عز وجل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
 
فنقول ابتداء إن مجرد كون ذلك الرجل قد أوصاك بهذا الذكر ليس سببا في إيجابه عليك، والواجب إنما هو ما أوجبه الله تعالى في شريعته لا ما يوصي به العباد بعضهم بعضا، وحتى على تقدير أنك وعدته بالإكثار من ذلك الذكر، فإنه لا يجب عليك الالتزام بذلك الوعد، إذ الوفاء بالوعد مستحب وليس بواجب، لا سيما إذا لم يدخل الموعود في التزام يترتب على تركه ضرر عليه، كما بيناه في الفتوى رقم: 12729 والفتوى رقم: 133441.
وفي خصوص حكم ما عاهدت الله عليه من قول { سبحان الكريم } فإنه وإن لم يرد التسبيح بهذا اللفظ -فيما نعلم- إلا أنه من جملة الذكر؛ إذ الكريم من أسماء الله تعالى، فالتسبيح به عبادة لله تعالى لأنه تنزيه له. ومن عاهد الله تعالى على التزام قربة وطاعة صار عهده نذرا ويمينا كما رجحناه في الفتوى رقم: 135742فيجب عليك الوفاء بالعهد بأن تقول ذلك الذكر على النحو الذي نذرته. وهو من حيث العدد لا يعتبر بدعة أيضا؛ لأنك قلت بما لا يقل عن 500 مرة يوميا، فلم يكن العدد محددا، والمنهي عنه إنما هو تحديد عبادة بعدد لم يرد له دليل في الشرع. وانظر الفتوى رقم: 51760عن الذكر بعدد معين بين السنة والبدعة .
والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة