السؤال
هل يجوز العمل في توزيع الجرائد والصحف التي قد تحتوى على صور محرمة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
فلا بد من التفصيل في ذلك، لأن الجرائد والصحف مختلفة منها ما هو مختص بالعلوم النافعة والأخبار المباحة ونحوها، ومنها ما هو مختص بنشر الفاحشة وإشاعتها بين الناس لما يتضمنه من الصور الخليعة والأفكار الهدامة ونحو ذلك ومن الصحف والجرائد ما يكون الأصل فيه نقل الأخبار اليومية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، لكنه قد يتضمن خلال ذلك صورا لمتبرجة ونحوها، ولكل نوع من هذه الأنواع حكم معين يقول الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في لقاءات الباب المفتوح ـ لقاء رقم: 99، سؤال رقم 9 ـ هناك مجلات معروفة: مجلات صور، مجلات أزياء، هذه لا يجوز بيعها، ولا شراؤها، ولا اقتناؤها، وهناك مجلات المقصود فيها ما فيها من أخبار والكلمات، لكن يوجد مثلا صورة المتكلم، أو صورة الكاتب، أو صورة مشهد، هذه ليست حراما، ولكن هل يجوز أن تقتنيها، أو لا بد أن تطمس على وجه كل أحد، الظاهر أنه لا يجب أن تطمس على وجه كل أحد، لأنه غير مقصود, والإنسان الذي يشتري مثلا صحيفة من الصحائف فهذا لا يريد الصورة إطلاقا ففرق بين مجلات، أو صحف أعدت للتصوير، وبين مجلات أعدت لغير التصوير، لكن فيها صور، الأولى حرام بيعها، وشراؤها، واقتناؤها، والثانية لا يحرم ذلك. انتهى.
وهذه الصور العارية التي تتضمنها الصحف الإخبارية والمجلات الثقافية والسلع التجارية وعلى اللوحات الإعلانية وغيرها مما عمت به البلوى وأصبح اجتنابه من العسر بمكان وبالتالي، فإن كانت الصحف والجرائد من النوع الإخباري والثقافي فلا حرج في توزيعها وبيعها ولو تضمنت بعض الصور المتبرجة، لأنها غير مقصودة ولا يمكن التحرز منها لعموم البلوى بها ، والمشقة تجلب التيسير كما في القاعدة الشرعية الكبرى، وأما الجرائد والصحف التي تنشر الشر والرذيلة ولا تراعي خلقا ولا شريعة، فتمتلئ صفحاتها بصور النساء المتبرجات وتفيض مقالاتها بالدعوة إلى المعصية، أو الفكر المسموم، وتروج للمحرمات كالخمور والأغاني الهابطة وغيرها وتفوح منها رائحة الفسق والفجور فلا يجوز توزيعها ولا بيعها ولا اقتناؤها.
والله أعلم.