السؤال
حاليا أنا مقيم في النمسا، وأعمل في الآيس كريم، ويوجد نوع من الآيس بداخله نسبة كحول، وأنا أعمل مع رجل مصري، وعندما أسأله يقول لا يوجد، فما الحكم إذا؟ مع العلم بأن العمل في هذه الأيام قليل، وجزاكم االله كل خير.
حاليا أنا مقيم في النمسا، وأعمل في الآيس كريم، ويوجد نوع من الآيس بداخله نسبة كحول، وأنا أعمل مع رجل مصري، وعندما أسأله يقول لا يوجد، فما الحكم إذا؟ مع العلم بأن العمل في هذه الأيام قليل، وجزاكم االله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فنسبة الكحول التي تزعم وجودها في الآيس كريم إن كانت باقية على حالها عند إضافتها إليه فلا يجوز استعماله ولا بيعه، ولا العمل في ذلك، لأن الكحول من المسكر وقليلها حرام ككثيرها، فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل مسكر حرام. وفي رواية لأحمد وأصحاب السنن: ما أسكر كثيره فقليله حرام.
وأما إذا كانت نسبة الكحول المضافة إلى الآيس كريم قد تحولت إلى عين أخرى غير مسكرة قبل إضافتها إليه عن طريق معالجتها، فلا مانع من استعمالها وبيعها، والعمل في ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: العين النجسة الخبيثة إذا استحالت حتى صارت طيبة كغيرها من الأعيان الطيبة، مثل أن يصير ما يقع في الملاحة من دم وميتة وخنزير، ملحا طيبا كغيرها من الملح ونحو ذلك، ففيه للعلماء قولان: ورجح الشيخ القول بطهارة العين بعد التغير وقال: وهذا هو الصواب المقطوع به، فإن هذه الأعيان لم تتناولها نصوص التحريم، لا لفظا ولا معنى، فليست محرمة ولا في معنى المحرم، فلا وجه لتحريمها، بل تتناولها نصوص الحل، فإنها من الطيبات، وهي أيضا في معنى ما اتفق على حله، فالنص والقياس يقتضي تحليلها. انتهى بتصرف.
وراجع في ذلك الفتوى رقم: 47972، وما أحيل عليه فيها.
وأما إن كنت لا تعلم وجود تلك النسبة، وقد أخبرك صاحب العمل - إذا كان ثقة - بعدم وجودها أو طهارتها لمعالجتها، وتبدل صفاتها فلا حرج عليك في العمل معه. وراجع الفتوى رقم: 141965.
والله أعلم.