الصلاة خلف من يسرع القراءة

0 243

السؤال

أصلي مع أمي جماعة، لكنها تقرأ بسرعة ولا أستطيع أن أقرأ الفاتحة والسورة القصيرة، أدرك معها بعض الفاتحة ونادرا ما أقرأ الفاتحة والسورة، مع أنني لا أقرأ ببطء، لكنني أقرأ القراءة التي أفهم معها ما أقرأ، فهل علي إثم، أو أعيد الصلاة؟ أم ماذا؟ وإذا صليت لحالي تغضب وتقول لي نحن لسنا شيعة، وقلت لها أكثر من مرة وتسمع ثم ترجع مرة أخرى، فماذا أعمل، أفتوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فاعلمي أولا أن صلاة الجماعة مستحبة في حق النساء على الراجح، جاء في الروض مع حاشيته: وتسن ـ أي الجماعة ـ للنساء منفردات عن الرجال إذا اجتمعن، على الصحيح من المذهب، وعليه جمهور الأصحاب، وهو مذهب الشافعي، سواء كانت إمامتهن منهن، أو لا، لفعل عائشة وأم سلمة، رواهما البيهقي وغيره، بإسنادين صحيحين، ولأمر النبي صلى الله عليه وسلم لأم ورقة أن تجعل لهما مؤذنا، وأمرها أن تؤم أهل دارها، رواه أحمد وأهل السنن، ولأنهن من أهل الفرض، أشبهن الرجال فيدخلن في عموم: تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ، بسبع وعشرين درجة ـ قال ابن القيم: لو لم يكن في المسألة إلا عموم قوله: تفضل صلاة الجماعة الحديث لكفى اهـ، ولا تجب عليهن، فإن الشارع لم يسو بينهم في الجماعة، وكذا الجمعة، بل خص وجوبهما بالرجال دون النساء. انتهى.

فإذا علمت هذا فصلاتك مع أمك خير لك وأعظم أجرا، فإذا كانت أمك تأتي بالصلاة على وجهها ولا تخل بشيء من أركانها وواجباتها فالذي ننصحك به هو أن تصلي معها، وفي ذلك تحصيل لثواب الجماعة وبر لها وفعل لما فيه مرضاتها والتي هي من مرضاة الله تعالى.

 والذي نفهمه من سؤالك أنك تقرئين قراءة فيها نوع بطء فحاولي أن تسرعي في القراءة إسراعا لا يمنعك من التدبر وفهم ما تقرئين لتجمعي بين المصالح، وقد فهمنا من سؤالك أن أمك تترك الإسراع في القراءة إذا ذكرتها بذلك ثم تعود بعد لعادتها، فينبغي إذن أن تكثري من تذكيرها بلين ورفق بأن تتريث شيئا ما في صلاتها، وقراءة السورة بعد الفاتحة مستحبة غير واجبة، فلو فاتتك قراءة السورة لم يؤثر ذلك في صحة صلاتك، وأما الفاتحة فقراءتها ركن في كل ركعة من ركعات الصلاة، ولا يجوز لك أن تركعي قبل إتمامها، ولبيان ما يلزم إذا ركع الإمام قبل أن يتم المأموم الفاتحة راجعي الفتوى رقم: 142131.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة