السؤال
لي أخ يصغرني بسنتين، ويحب فتاة لا نعرفها، وقد كشف أهلها علاقتهم، وأعطاها رقم هاتفي ليتواصلا من خلاله، وأنا على علم بذلك ولست راضية به، والذي يسكتني أنني وأخي قويت علاقتنا، وصار يهتم بي أكثر بكثير، ولعله لأجلها، ولا أريد أن أفقد اهتمامه بي، لأنه أصبح ألطف في التعامل معي، وسؤالي: هل أعتبر مذنبة مثلهم، لأنني ساكتة عن ذلك؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العلاقة بين أخيك وتلك الفتاة علاقة محرمة، لا يجوز له ولا لها الإقامة عليها، ويجب عليهما أن يتوبا إلى الله تعالى منها، ويجب عليك أن تذكريهما وتنصحيهما وتأمريهما بالتوبة إلى الله تعالى، وتنهيهما عما يأتيانه من المنكر، ولا يجوز لك إعانتهما على تلك العلاقة بأي نوع من أنواع الإعانة، وأنت آثمة بهذه الإعانة فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى مما فرط منك، وأن تكفي عن معونتهما على هذا الأمر، وأن تسعي في تغيير هذا المنكر وإنكاره بما أمكنك، ولو أدى ذلك إلى سخط أخيك، أو معاملته لك معاملة خشنة، أو فقد ما تعهدينه منه من اللطف، فإن كل هذه المنافع العاجلة لا ينبغي أن تقاس بالمفسدة الحاصلة من وراء ذلك، والمؤمن الصادق لا يقدم على مرضاة ربه تبارك وتعالى شيئا كائنا ما كان، بل هو يسعى في إرضاء ربه وفعل ما يحبه ويأمر به وإن سخط الناس كلهم، وهو يعلم أنه إن رضي الله عنه أرضى عنه خلقه، إذ القلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، والآمر بالمعروف الناهي عن المنكر يتعرض للأذى من الخلق، ولا بد له أن يوطن نفسه على الصبر إن كان مبتغاه رضا ربه عز وجل، فإن الجنة حفت بالمكاره، ولذلك قال لقمان لابنه وهو يعظه: وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك {لقمان:17}.
فلا يحملنك ما تجدينه من النفع الدنيوي بملاطفة أخيك ومعاملته الحسنة على تعدي حدود الله والإعانة على الإثم والعدوان، فتعرضي نفسك لسخط الله تعالى وغضبه.
والله أعلم.