السؤال
هل الأفضل والأعظم أجرا أن تجلس في المسجد أم أن تجلس مع الوالدين في البيت برا بهما وتأنيسا لهما؟.
هل الأفضل والأعظم أجرا أن تجلس في المسجد أم أن تجلس مع الوالدين في البيت برا بهما وتأنيسا لهما؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن بر الوالدين والقيام بما يرضيهما وإصلاح شؤونهما من أعظم القربات عند الله سبحانه تعالى، وهو مقدم على الجلوس في المسجد لغير حضور صلاة الجماعة، لأن برهما فرض والجلوس في المسجد في غير حضور صلاة الجماعة ليس واجبا، وقد سبق لنا تفصيل في هذا المعنى في الفتوى رقم: 9210
أما إذالم تكن هناك حاجة للجلوس مع الوالدين في بعض الأحيان، فلم نجد من أهل العلم من ذكرالمفاضلة بين مجرد الجلوس معهما والجلوس في المسجد، والظاهر ـ والله أعلم ـ أن الجلوس في المسجد للعبادة لا سيما إذا كان لانتظار الصلاة، أفضل إذا لم يكن منافيا لبرهما، لما ورد فيه من الخير والفضل، فإن الجالس في المسجد تستغفر له الملائكة وتدعو له، ولا يعني هذا التقليل من شأن مجرد الجلوس مع الوالدين، لكن الذي ورد في فضل الجلوس في المسجد في السنة الصحيحة لم يرد مثله في مجرد الجلوس مع الوالدين، قال البخاري: باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد. وقال: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث، اللهم اغفر له اللهم ارحمه لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة.
قال الحافظ ابن حجر: فيه بيان فضيلة من انتظر الصلاة مطلقا سواء ثبت في مجلسه ذلك من المسجد أم تحول إلى غيره ولفظه: ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة ـ فأثبت للمنتظر حكم المصلي. انتهى.
وقال القرطبي ـ رحمه الله تعالى: وقال حكيم بن زريق: قيل لسعيد بن المسيب أحضور الجنازة أحب إليك أم الجلوس في المسجد؟ فقال: من صلى على جنازة فله قيراط، ومن شهد دفنها فله قيراطان، والجلوس في المسجد أحب إلي، لأن الملائكة تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه. انتهى.
وفي الفردوس بمأثور الخطاب عن أسامة بن زيد: الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة بعد الصلاة عبادة والنظر في وجه العالم عبادة ونفسه تسبيح. وقال الألباني ضعيف.
ولمزيد الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 151661
وقد ورد في الضعيف أن النظر إلى الوالدين عبادة، فقد أخرج الدارقطني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمس من العبادة: النظر إلى المصحف، والنظر إلى الكعبة، والنظر إلى الوالدين، والنظر في زمزم وهي تحط الخطايا، والنظر في وجه العالم. وقد ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير.
والله أعلم.