الأمة الإسلامية واجبها السعي للتمكين للدين ولو قبل ظهور المهدي

0 435

السؤال

هل الأمة الإسلامية بانتظار الخلافة الراشدة وهل المهدي المنتظر يأتي إن شاء الله من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالواجب على الأمة الإسلامية السعي لتحصيل النصر، والتمكين للدين، وقد دلنا الله تعالى على أسباب ذلك، وأمرنا بالأخذ بها، وأول ما أمر الله به الأمة هو السعي في تحصيل الإيمان الصادق، فإن المؤمن الصادق الإيمان لابد أن يكون هو الأعلى، كما قال عز وجل: (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) [آل عمران:139] .
وقال تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) [المنافقون:8] ، وقال تعالى: (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون) [الصافات:171-172] .
وكذلك أمر الله تعالى بإعداد العدة العسكرية بعد العدة الإيمانية، كما في قوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) [الأنفال:60] .
وأمر الله تعالى بموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، وجعل ذلك سببا للنصر والتمكين، كما قال تعالى: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) [المائدة:56] .
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين) [آل عمران:100] .
وكذلك أمر الله تعالى بالصبر على كيدهم وأذاهم ومقابلة ذلك بعزيمة صلبة وإيمان قوي، ووعد بأن يصرف عنا كيدهم بذلك، فقال تعالى: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) [آل عمران:120] ، والصبر هنا يشمل الصبر على غزوهم الفكري كما يشمل الصبر على الغزو العسكري.
وجعل الله تعالى الاتحاد وعدم التفرق سببا في النصر والظهور، كما جعل الفرقة سببا في الهزيمة وذهاب الدولة، فقال تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) [الأنفال:46] ، والريح هنا بمعنى: الدولة.
وجماع ذلك كله العودة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
وليعلم أن المهدي سيخرج من بلاد المشرق، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم" .
قال الرواي: ثم ذكر شيئا لا أحفظه، فقال: "فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي" رواه ابن حبان وغيره عن ثوبان .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة