هل تعليم المهن الحرفية يدخل ضمن الصدقة الجارية

0 290

السؤال

علم ينتفع به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ـ وقد كان والدي ـ رحمه الله ـ يعمل نجار أثاث، وعلمني تلك الصنعة، وورثت أدوات الشغل منه والحمد لله أنني أتكسب اليوم من هذا العلم وأنتفع به، أيعد هذا علما ينتفع به ويبقى لوالدي بعد وفاته؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فإن الحديث المذكور حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه وغيره، ولا شك في أن أساس العلم النافع الذي ينتفع به من علمه وعلمه هو العلم الذي يعرفنا بالله تعالى وبشريعته وما يتعلق بذلك، فقد حثنا الله سبحانه وتعالى على هذا العلم، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن تعليمه وبثه يبقى جاريا على صاحبه لا ينقطع بموته، والآيات والأحاديث التي تحث على العلم وتبين فضله على العموم كثيرة، وقد قسم العلماء العلم الواجب تعلمه إلى قسمين: قسم يجب تعلمه على الأعيان، ويسمى فرض العين، وقسم يجب تعلمه على العموم ويسمى فرض الكفاية، ونصوا على أن الحرف المهنية والعلوم الدنيوية النافعة التي تقوم عليها بنية المجتمع ويحتاج إليها الناس أنها من فروض الكفاية التي يجب على الأمة تعلمها، فإذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين، ولذلك فهي داخلة في عموم قوله صلى اله عليه وسلم: أو علم ينتفع به ـ وقد ذكر صاحب المراقي أمثلة لفروض الكفاية منها تعليم الحرف، فقال:
إمامة منه ودفع الضرر     والاحتراف مع سد الثغر.
وجاء في الموسوعة الفقهية: لا خلاف بين الفقهاء في جواز الاستئجار على تعليم الحرف والصناعات المباحة التي تتعلق بها المصالح الدنيوية، كخياطة وحدادة وبناء وزرع ونسيج ونحو ذلك.
وبخصوص حرفة النجارة فلا شك أنها من الحرف المهمة للمجتمع، والتي ينبغي للمسلمين أن يتعلموها ويعلموها، ولكننا لم نقف على من قال من شراح الحديث إن من علم حرفة من الحرف تكون له صدقة جارية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى