السؤال
شقيق زوجي مغترب، ويعمل في دولة الكويت بوظيفة موظف مبيعات وراتبه ضعيف جدا، وعنده عائلة مكونة من زوجة وثلاثة أبناء يعيشون معه، وابنته الكبرى ستدخل الجامعة هذه السنة، وتحتاج أموالا للتعليم لأربع سنوات، وابنه الصغير من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم طرده من المدرسة بسبب سوء مستوى تحصيله العلمي، ويجب أن يلتحق بمدرسة متخصصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا أيضا يحتاج لأموال، ومنذ خمس سنوات اشترى قطعة أرض في بلده ـ الأردن ـ ودفع ثمنها ـ كل ما يملك من أموال ـ ثم بنى على الأرض عمارة مكونة من ثلاثة طوابق وتحتوي على سبعة شقق، وانتهى من بناء وتشطيب ثلاث شقق فقط وقام بتأجيرها بإيجار شهري ضئيل يصل إلى حوالي 125 دولار للشقة شهريا، وأما باقي الشقق فحتى الآن مبنية على العظم ولم يكتمل بناؤها ولا تشطيبها، وتحتاج أموالا لينتهي من تشطيبها، ولا يستطيع أن يأخذ قرضا من البنك بسبب ضعف راتبه الشهري، وإذا عرض العمارة للبيع فسوف تخسر الكثير من رأسمالها، لأنها غير مكتملة ولن يكون له أي بيت بديل في بلده ـ الأردن ـ والسؤال: هل يجوز لزوجي أن يعطي أخاه من أموال الزكاة ليحل بعض مشاكله المالية؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يجوز دفع الزكاة لشقيق زوجك من أجل أن يكمل تشطيب بقية الشقق، وإذا كان فقيرا لا يجد ما يكفيه للحاجات الأساسية له ولمن يعوله من مأكل وملبس ونحوهما من كل ما لا يستغنى عنه وكان راتبه لا يفي بتلك الحاجات فإنه يجوز دفع الزكاة له لكونه فقيرا، وأما دفع الزكاة في المصاريف الدراسية فيجوز دفع الزكاة لطالب العلم بشرط أن يكون العلم الذي يطلبه شرعيا إذا كان يتعذر عليه الجمع بين طلب العلم والكسب فيعطى من الزكاة إذا كان نجيبا، لأن تحصيل مثل هذا العلم فرض على الكفاية، ولأن نفع علمه يعود على المسلمين وليس عليه فحسب، جاء في الموسوعة الفقهية: اتفق الفقهاء على جواز إعطاء الزكاة لطالب العلم، وقد صرح بذلك الحنفية والشافعية، والحنابلة، وهو ما يفهم من مذهب المالكية، إذ إنهم يجوزون إعطاء الزكاة للصحيح القادر على الكسب وخص الفقهاء جواز إعطاء الزكاة لطالب العلم الشرعي فقط. اهـ.
فمن كان من أولاد شقيق زوجك بهذا الوصف فقيرا نجيبا يطلب علما شرعيا جاز دفع الزكاة في مصاريف دراسته وإلا فلا. وانظري الفتوى رقم: 27006في بيان مصارف الزكاة.
والله أعلم.